المستشارة نجوى صادق:مجتمعنا يرفض المرأة في القضاء

 

تشهد المجتمعات العربية طفرة في تمكين المرأة ودعمها .. وعلى الرغم من رسوخ النظرة الدونية لها إلا أن الواقع الاجتماعي السائد في البلاد العربية يشهد أن المرأة العربية تبوأت الكثير من المناصب الهامة ومؤخرا يضاف لكل ما حققته وصولها للمناصب القضائية ولا يخلو بلد عربي من قاضية أو أكثر

هي تلتقي المستشارة نجوى صادق نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية هي من أوائل النساء اللاتي عملن في القضاء

لنتعرف على تجربة المرأة في القضاء

 لماذا يرفض الكثيرون عمل المرأة بالقضاء؟

فكرة رفض دخول المرأة القضاء بسبب أن النخبة في مجتمعنا أصابها العطب بسبب تبنيها ثقافات بعيدة عن تطبيق الدستور والقانون  ومن الأسف أن المجتمع المصري وبعض المجتمعات العربية لم يتقبل حتى الآن تعيين المرأة في القضاء رغم مرور سنوات على تعيينها إلا أن النظرة للمرأة القاضية مازالت كما هي .

  في رأيك كيف تسهم الحكومات في رفع مكانة المرأة وتشجيعها على إثبات ذاتها وتحقيق التوازن بين أدوارها الاجتماعية المختلفة..؟

لقد شهد هذا العصر وجود مؤسسات وطنية عربية تحاول أن تنهض بالمرأة العربية في جميع مناحي الحياة كذلك هناك العديد من البرامج الدولية والمؤسسات الدولية التي تقدم الدعم للمرأة العربية وغيرها وفي مصر هناك المجلس القومي لحقوق المرأة والمركز القومي لحقوق الإنسان والذي يدعم حقوق المرأة وكل هذه مؤسسات وطنية نهضت بحقوق المرأة.

 ما رأيك في مكانة المرأة العربية الآن وهل نالت كل حقوقها؟؟

بالنسبة لحقوق المرأة  فلقد حققنا انجازات ضخمة كما أننا ما زال عندنا الكثير من الطموحات التي لم تتحقق بعد وضعف حقوق المرأة العربية نتيجة موروثات وثقافات أجنبية دخيلة علينا.

 الشائع أن الإسلام يقيد حقوق المرأة بعدم تمكينها في المجتمع كيف تجدين هذه الإشكالية..؟

الإسلام يعطي للمرأة المسلمة حقوق أكثر من حقوق المرأة الأوروبية مثلا الإسلام يعطي للمرأة حقها في الاحتفاظ باسم والدها بعد الزواج والمرأة الأوروبية تحمل اسم زوجها بعد الزواج, والمرأة الأوروبية تختلط ذمتها المالية مع ذمة زوجها المالية وفي الإسلام المرأة لها حق العمل ولا تختلط ذمتها المالية مع ذمة زوجها وأول مثال على ذلك السيدة خديجة رضي الله عنها كما أن الإسلام نص على مشاركة المرأة في الحقوق السياسية قال تعالى"أمرهم شورى بينهم" والخطاب موجه للكافة, كذلك أعطى المرأة حق التعليم فعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم  "اطلبوا العلم ولو في الصين" لم يخص الرجال فقط كذلك شاركت المرأة المسلمة في القتال والحروب وعندنا أمثلة عظيمة على ذلك كذلك أعطى المرأة حق التعاقد وأول تعاقد لها الحق فيه هو عقد الزواج ولها أن تشترط الشروط التي تريدها واعترف الإسلام بأحقيتها في اختيار زوجها وأعطاها حق الخلع إن كرهته فقد قال الرسول الكريم"ردي عليه حديقته" وأعطى للمرأة الحق في الاحتفاظ بحضانة الأبناء وغير ذلك الكثير من الحقوق كفلها الدين الإسلامي الحنيف للمرأة , ولكن للأسف تدخل موروثات ثقافية وأعراف غريبة على الإسلام وعادات وتقاليد سادت البلاد العربية أعطت صورة شديدة السلبية عن حقوق المرأة العربية وانعكست تلك الصورة أمام المجتمعات الغربية فأصبحت المجتمعات العربية مجتمعات تناهض طموح المرأة وتسلب حقوقها,

 وكيف تجدين عمل المرأة في القضاء بعد سنوات طوال من الكفاح؟

حلم تحقق بعد سنوات من النضال ،و مصر أول بلد عربي اتخذ قرار جلوس المرأة على منصة المحكمة الدستورية العليا.. والمنصة كالجوهرة في التاج وحكم جلوس المرأة على منصة المحكمة الدستورية العليا كان طفرة قضائية كبيرة , وهذا يعني اعتراف أن المرأة أثبتت نجاحا باهرا...ولكن على الرغم من ذلك ما زال المجتمع لا يتقبل فكرة المرأة القاضية

 وهل بالإسلام ما يمنع من تولي المرأة القضاء؟

من دون خوض في آراء الفقهاء حول قضية تولي المرأة القضاء في الإسلام، ثمة قاعدة شرعية تقول الأصل في الأحكام الإسلامية الإباحة، وطالما لم يرد نص قرآني أو نبوي صحيح بتحريم شيء فهو مباح العمل به.

ففي أيام الخلفاء الراشدين تولت قاضية شؤون السوق وأكد العلماء أن المرأة التي تملك الفتوى تملك القضاء، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) للنساء: خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ويقصد بها زوجته السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، فطالما تملك المرأة الفتوى إذن هي تملك القضاء

س: كيف تقيّمين تجربتك مع القضاء هل هي مهمة شاقة على المرأة؟

يناسب القضاء من يرغب في تحقيق العدالة سواء كان امرأة أو رجلا. ثمة سيدات مناسبات تماماً للعمل القضائي لأنه يتفق مع كفاءتهن ومقدرتهن وأخريات لا يناسبهن العمل في القضاء، كذلك الأمر بالنسبة إلى الرجال أعتقد بأن المشقة في العمل لا تمنع المشاركة ولكن القياس هنا للمرأة نفسها لو أرادت هذا العمل أم لا.

 هل صادفتك صعوبات في التعامل مع الرجال؟

في بداياتي كمحققة وأنا وكيلة نيابة كان الرجل الذي أحقق معه يندهش من كوني امرأة، لكن بعد مضي دقيقتين يكتشف قدراتي في التحقيق وأن من المستحيل خداعي.

أما على المستوى العملي والزمالة فتقبل الرجال مشاركة المرأة لهم في هذا العمل، على مستوى النيابة الإدارية شجع المستشارون ورؤساء هيئة النيابة الإدارية الكفاءة  في النيابة ووضعوها في مراكز مهمة، ولم يكن أي فرق في نوعية القضايا المحقق فيها بين رجل وامرأة، نحن لم نصل إلى ما وصلنا إليه في القضاء إلا بمساعدة الرجل

 ما دور الأسرة في نجاح المستشارة نجوى في عملها في القضاء..؟

 لاشك أن الأسرة كان لها دور كبير في نجاحي في الحياة فوالدي كان رئيس محكمة أمن الدولة العليا ووالدتي كانت على درجة كبيرة جدا من الجمال وخريجة الأمريكان كولدج و كانت من أصول تركية وكانت شخصية والدي مثال للرجل الصعيدي المحب لعمله وقد كان له أثر كبير في اتجاهي للقضاء كان يطرح جميع القضايا التي يدرسها  علينا ونحن على مائدة الغذاء وكان يناقشها معنا  وأيضا أخي الدكتور.نبيل صادق أستاذ بكلية الحقوق هو من جعلني أحب دراسة القانون و لتفوقي الدراسي حصلت على الامتياز طوال أربع سنوات هي مدة دراستي بكلية الحقوق

ولكني فضلت الاتجاه للقضاء , وأنا اعتبر من أوائل النساء اللاتي عملن كعضو هيئة قضائية في مصر وعملي كقاضية لا يعوقني عن كوني أم وزوجة وعندما يعرض علي قضية ما  أقضي وقتا طويلا في دراستها والتحقيق فيها وأراجع القضية أكثر من مرة خشية ألا أكون قد اتخذت القرار الصائب فيها أوقد يكون قراري لا يتفق والعدالة المطلوبة في القضية وخاصة في جرائم وظائف العمل

 ما هي الكلمات التي تلخص مشوار كفاحك؟

الجلد في العمل والمثابرة والصبر والكفاح المستمر والإصرار على النجاح هو الطريق الوحيد لتحقيق النجاح