المرأة السعودية إحساس وجمال وتراث

جدة – إسراء عماد بحضور مجلة "هي" افتتح الدكتور محمد خليص الحربي يوم الأربعاء الماضي في صالة داما آرت بجدة، معرضاً تشكيلياً بإسم "همس الورد" للفنانة التشكيلية بدرية الناصر، حيث قدّمت من خلال معرضها الخامس لوحاتٍ مُفْعَمة بالحياة. وتجسدت اللوحات في المرأة السعودية التي عَبَّرَت عن الجمال والإحساس والتراث إما برقصاتها الشعبية أو ملابسها التي تُجَسِّد رموزاً على مر الأزمنة فتحكي من خلال اللوحات جمالا وإحساساً عُبِّر عنه بهمس الورد. الفنانة بدرية الناصر فنانة تشكيلية سعودية من المخضرمات في الفن التشكيلي السعودي، وحصلت على عدة جوائز وشهادات شكر وتقدير، كما ساهَمَت في إعطاء دورات تدريبية في الفن التشكيلي، ولها مشاركات في عدد من المعارض الداخلية والخارجية، وكان آخرها قبل "همسات الورد" معرضها الرابع الذي افتتحه الأمير فهد بن عبدالعزيز في الخبر. “هي" التقت الفنانة التشكيلية السعودية بدرية الناصر للحديث بعمق عن فكرة معرضها "همس الورد" الذي يُجَسِّد المرأة السعودية على مر الأزمنة: ما هو الهدف من معرض "همس الورد"؟ هدفي من "همس الورد" هو أن نعيش لحظات الجمال، لحظات رُقي وأمل، فالعالم من حولنا بدأ يضج بأشياء قبيحة من حروب وجوع وفقر نشاهده من خلال الأخبار، فانطلقتُ من هذه الزاوية وهي زاوية الجمال، وأهدف إلى أن أجعل كل من يدخل معرضي يشعر بالهدوء والسكينة، ويُقدِّر الجمال الذي مازال موجوداً، فيكتشف أن في الحياة ناحية جميلة، وكأنه يدخل إلى مكان يَعْزف موسيقى راقية هادئة، في حين يمتلئ العالم الخارجي بالضجيج والصراخ. كم استغرقت في التحضير لـ "همس الورد"؟ "همس الورد" هو عصارة جُهد عامين، قدمت خلاله 36 عملا فنياً متنوع الاحجام، جمعت فيها كل تجاربي وأسلوبي المحدد في إبراز تراثنا السعودي الغني بالجمال والأصالة وعَبَّرت عنه بالمرأة السعودية. من أين استوحيتي إسم المعرض "همس الورد"؟ إستوحيت إسم "همس الورد" من المرأة في إحدى لوحاتي التي تحمل الإسم نفسه، فهناك علاقة كبيرة بين إحساس المرأة وإحساس الورد، فالمرأة من خلال أعمالي تهمس كما تهمس الورود، لأن الورد هو أقرب شيء للجمال لذا استحق تشبيهه بالمرأة، نعم احساس المرأة يشبه إلى حد كبير إحساس الورد. تولين المرأة مكاناً كبيراً في لوحاتك. ترى ما السر ؟ بالتأكيد، فالمرأة هي محور موضوع المعرض بكل لوحاته، فالمرأة السعودية كتراث كجمال كأحلام كعادات وتقاليد، تُمَثِل تاريخ بلادنا. استوحيت من المرأة مظهرها وجمالها وملابسها التراثية على مر الأزمنة، والنقطة الأهم هو إحساسها الذي يُشبه إحساس الورد. هل تحاولين من خلال لوحاتك إيصال رسالة لمن يحاول كبح حرية المرأة؟ تساءَلَت مستنكرة "من يستطيع أن يكبح حرية المرأة؟"، ثم أكملت: لا شك أن المرأة حرّة مهما اختلفت بيئتها، ومهما كان وضعها، فلا شيء يقف أمام حريتها. بل إن غَرَضي من إبراز المرأة في لوحاتي هو إظهار جمالها وإحساسها المرهف، وتجسيدها لتراثنا السعودي على مر العصور. ماذا تُمَثِل لك لوحاتك؟ كل لوحة من لوحاتي لها فترة زمنية، ولها ذكرى في داخلي، وتجارب تَجَسَّدَت في اللوحة، وبالطبع لأصولي وللبيئة التي نشأت فيها تأثير كبير أيضاً على لوحاتي، فأصولي ترجع لمنطقة نجد (المنطقة الوسطى) في المملكة، ونشأتي وحياتي كانت في المنطقة الشرقية، فأثَّر ذلك على لوحاتي المستوحاة من التراث القديم، إلّا أنني دمجت معه البحر بحكم إقامتي في المنطقة الشرقية. انقطعتي فترة عن المعارض، فهل كان لك نشاطات أخرى؟ بالفعل انقطعت عن المعارض الشخصية منذ فترة، قبل أن أعود الآن بـ"همس الورد" فاقتصر نشاطي خلال الفترة السابقة على المشاركات، فشاركت في الرياض في رعاية الشباب، كما شاركت في مجموعة من المسابقات، وقَّمت بإعطاء دورات تدريبية في الفن التشكيلي في الجمعيات والمراكز نسائية. ما هو أول معرض قمتي به؟ أول معرض لي كان في الدمام، بإسم "قصائد ملونة"، ثم قمت بمعارض أخرى في الإحساء والخبر والرياض وأخيراً في جدة "همس الورد". متى بدأت ترتسم موهبتك؟ منذ طفولتي وأنا أحب الرسم، فبدأت أرسم منذ عمر أربع سنوات، إلّا أن الفن ينضج مع نضوج الإنسان، وأنا عملت على تطوير موهبتي وسقلها بتجاربي، فمكثت في مرسمي أعمل وأرسم وأجَرِّب إلى أن احترفت المجال، وحددت لي إسلوبي الخاص الذي يُمَيِّز أعمالي.