المائدة الرمضانية تجمع اللبنانين..والخيم لعشاق السهر

 

تقرير - إحسان علّوه

رمضان لبنان يختلف عن رمضانات البلدان المجاورة سواء من حيث التقاليد الشعبية او من ناحية السهرات والخيم الرمضانية او المأكولات اللبنانية المميزة بطعمها.

وتبدأ مراسم التراحيب بشهر الله بتزيين الطرقات والساحات العامة ومداخل المنازل بالفوانيس والاضاءة والأشرطة الملونة، فيما يتولى الجيش اللبناني مهمة اطلاق "مدفع رمضان" في المدن الرئيسية، حيث يطلق ثلاث قذائف من النوع الخلبي عند الامساك وأخرى عند حلول الافطار، وهو تقليد عرفه لبنان منذ العهد الفاطمي.

ولكل أهوائه في إحياء ليالي شهرالبركة. فقسم من اللبنانيين يفضل قضاء أيامه في دور العبادة وإحياء الشعائر الدينية ومتابعة المسلسلات الرمضانية داخل المنازل، والقسم الآخر يتجه نحو الخيم الرمضانية التي فرضت نفسها بقوة على اجواء السهر اللبنانية وخصوصا في مدينة بيروت.

السهر في الخيم الرمضانية

ولا تقتصر الخيمة الرمضانية التي تجمع الأصدقاء على تناول وجبتي السحور أو الإفطار  مع النارجيلة التي باتت ظاهرة منتشرة بقوة، انما تشمل على بند ترفيهي يضم الغناء والرقص (والقليل منها يقدم الاناشيد الدينية) اضافة الى تقديم ألوان شتى من الفلكلور والفنون الشعبية.

وتستقطب هذه الخيم الرمضانية إقبالاً كبيراً لاسيما من جيل الشباب، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة أعداد تلك الخيم وتنوعها خصوصا في بيروت. فباتت هناك خيمة تتخصص في تقديم الأكلات والفلكلور اللبناني وأخرى ذات الطابع المصري او الخليجي...

ويعمد متعهدو الحفلات على استقدام المطربين فيها لتقديم فقرات غنائية مما يثير انتقادات البعض، الذين يروا أن تلك الخيم أبعدت الناس عن جوهر شهر الصيام وروحانياته وشغلتهم عنه بالرقص الغناء.

مأكولات تفتح شهية الصائم

وما يجمع الصائمين المائدة الرمضانية اللبنانية التي تتنوع بوفرة مأكولاتها ومشروباتها، فيحتل الفتوش الطبق الرئيسي تليه شوربة العدس او شوربات الخضرة. ولا ننسى المقبلات من الكبة النيئة وأقراصها، وورق العنب وفطائرالجبنة والسبانخ واللحم بالعجين "صفيحة بعلبكية"، والمتبلات (الحمص والباذنجان).

أما الاطباق الرئيسية فتفتح شهية الصائم بدءا من طبق الأرز باللحم  او الدجاج وصيادية السمك بالأرز والملوخية و"النيفا" (رأس الخروف)..وصولا الى اللوبياء بالزيت والفاصولياء والبامية والارضي شوكي وشيخ المحشي وكبة باللبن..والقائمة لا تنتهي.

ولا يفوّت الصائمين المشروبات التي تسكن عطشهم أثناء اليوم الطويل، وخصوصا في هذه الأيام حيث يشهد لبنان موجة حر غير مألوفة. ويتربع على القائمة الجلاب والتمر الهندي والسوس وقمر الدين والعصائر الطبيعية الطازجة وخصوصا الليمون.

وللحلويات نصيب خاص من طعام الصائمين وأشهرها :"الكلاج" ، "القطايف" ، المشبك"، "الشعيبيات" و "المدلوقة".

لكل مدينة عاداتها وطقوسها

وتنسحب الاهواء اللبنانية على مدنها، فتختص كل منطقة بعادات حصرية لها. فمدينه طرابلس تستقبل رمضان بجولات لفرق من الصوفية في شوارعها ويردد المشاركون فيها الاناشيد والمدائح النبويه لتحضير الناس وتهيئتهم للصوم.

ومن عادات اهالي مدينه طرابلس ايضا في شهر رمضان "زياره الاثر النبوي" في جامع المنصوري الكبير وهو عباره عن شعرة واحدة من لحية النبي محمد (ص).

اما أهل بيروت فيودعون شعبان ب "سيبانه رمضان" وتتمثل بالقيام بنزهه في أي مكان يختارونه تخصص لتناول الاطايب والمآكل قبل انقطاع الصائمين عن الطعام.

من جهتها، تشتهر مدينه صيدا ب "فوانيس رمضان" وهي مصابيح مختلفه الالوان والاحجام تستخدم في تزيين الشوارع ومداخل المساجد كتقليد سنوي يحافظ عليه الصيداويون ويعملون به الى الان.

وفي الجنوب اللبناني لا يزال المسحراتي يجوب منازل الاهالي ويقرع ابوابهم بعصاه ينادي عليهم وقت السحر للقيام والتهيوء للصوم.

اجواء مختلفة تشهدها الربوع اللبنانية في شهر الرحمة والبركة، وما يأمله اللبنانيون ان ينعكس هذا الفيض الالهي رحمة على أوضاع البلاد المحمومة سياسيا.. ورمضان كريم.