القاصرات... فتيات ولكن!

إعداد: عمرو رضا ظلت حملات التوعية من مخاطر الزواج المبكر للفتيات، المنتشر في صعيد مصر وبعض الدول العربية، حكرا على المنظمات النسائية الدولية والمحلية، وبعض المنظمات الصحية المعنية بمخاطبة الكبار فقط باعتبارها مشكلة صحية، الى ان طرحها العمل الدرامى الجريء "القاصرات" للمرة الأولى على المستوى العام ضمن مسلسلات رمضان ليفجر الكثير من المسكوت عنه من انتهاكات بحق الفتيات العربيات تتم تحت وطأة عادات اجتماعية متوارثة حولت مؤسسة الزواج الى "مشروع للتجارة في الفتيات الفقيرات" واستعادت كل مساوئ "عصر الحريم". يرصد المسلسل قصة عبد القوي التاجر الصعيدي الذي يهوى الزواج من القاصرات ونرى كيف يشتري الرجل المسن الفتاة الصغيرة بماله من أهلها الفقراء لتعيش حياة قاسية تضطر فيها الطفلة الى مجاراة رجل تجاوز الستين من عمره انتهك طفولتها وبراءتها. كما يعرض العمل رأي الدين ورأي العلم في زواج القاصرات من خلال شخصية أخيه الأكبر رجل الدين وهو طبيب شاب يعمل بالوحدة الصحية بالقرية. الجرأة في التناول الدرامى للمؤلفة سماح الحريري احتاجت في المقابل الى "مخاطرة" من الممثلات الطفلات منة عرفة و ملك زاهر ومي الغيطي وآية رمضان الى جانب الممثلة داليا البحيري نجمات العمل اللواتي قمن بأدوار بياضة وزينب وآمنة ورباب وعطر أخت عبد القوي، فخضن "مساحة صعبة" في النسيج الدرامي العربي، خصوصاً وان المسلسل تضمن الكثير من الألفاظ والمشاهد الخارجة عن تقاليد وقواعد المسلسلات الاجتماعية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشهد "الدخلة البلدي".