الفنانة التشكيلية الإماراتية فايزة مبارك لـ هي : مشواري لم يكن سهلا بحكم العادات

حوار: فاتن أمان تجمع الفنانة التشكيلية الإماراتية فايزة مبارك بين أصالة الموهبة وعمق واتساع أفق الرؤية، وثقل الخبرة الفنية والمعرفية، والسعي الدؤوب نحو التطور والتجديد. واستطاعت خلال فترة وجيزة من انطلاقها تقديم العديد من المعارض الخاصة. وتشارك بأعمالها في العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى، داخليا وخارجيا، وتميزت معارضها ومشاركاتها بخصوصية على مستوى الرؤى والأفكار. شاركت فايزة مبارك في مشروع فني مع مركز الفنون المعاصر في مدينة ديجون في فرنسا، وهي أول فنانة إماراتية تتحقق لها إقامة فنية في City international des art  تحت رعاية مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب والمعهد الفرنسي في باريس. ومن هناك تعرفت إلى ثقافة المجتمع الفرنسي، واحتكت بها عن قرب، ليبصر مشروع "حوار طير" النور، من خلال حديثها مع فنانة فوتوغرافية، كل عن ثقافته وديانته وملابسه، وهو مشروع رمزي ثقافي بين طير البوم والصقر. فالبوم في ديجون هو طير الخير، ويرمز إلى المدينة، ويتفاءل به أهلها، أما الطير الآخر، فهو الصقر، وهو رمز طير دولة الإمارات الذي يحاكي ثقافة الإمارات بقوته وشجاعته. كما شاركت في العديد من ورش العمل الفنية، ومن أبرزها ورشة فنية نفذت في جامعة زايد لطالبات كلية الفنون، ومعرض في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث مصاحب لمعرض بيكاسو. وهي عضوه في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وجمعية إحياء التراث العمراني في دولة الإمارات العربية المتحدة. كيف بدأت مشوارك الفني التشكيلي؟ هي موهبة عمدت إلى تطويرها عند التحاقي بالمرسم الحر في أبو ظبي في العام 2000، كانت مرحلة بحث تنقلت فيها بين أنواع الفن المختلفة، ما بين الواقعية والتجريد، لأعرض في العام 2007 في قباب غاليري، تجربتي الخاصة بعنوان "أسرار كتاب"، وهو ما عرف الجمهور بتجربتي. ما مدى تأثير الفنانة الإماراتية عموما على المناخ الفني والثقافي الإماراتي؟ رغم حداثة سن الحركة التشكيلية في الإمارات، إلا أنها استطاعت أن تحتل مكانة جيدة بفضل مبادرات الفنانين التشكيليين الكبار، ونحن نكمل ما بدأوا به، خاصة مع اهتمام دولتنا الاستثنائي بنشر الثقافة والفنون، ويأتي اهتمام الدولة بالفنانات التشكيليات كجزء من تقديرها لدور المرأة في كل المجالات، حيث أصبحت المرأة الإماراتية سفيرة تنشر الثقافة والفنون خارج الدولة. الإمارات تتوجه نحو ترسيخ الثقافة محليا ودوليا، فهل لذلك أثر في حركة الفنون في الدولة؟ هناك ثورة في بناء المتاحف في الدولة، وخاصة أبو ظبي، ونلحظ تنوع وكثافة الأحداث الثقافية، من مهرجانات الموسيقى والسينما والمسرح والفنون التشكيلية، كما أن جزيرة السعديات ستصبح مركزا ثقافيا للشرق والغرب على حد سواء، وتبذل هيئة السياحة وهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ووزارة الثقافة والشباب جهودا استثنائية لتطوير هذه الجوانب. هل تقبل المجتمع الإماراتي دخول المرأة عالم الفنون؟ مشواري لم يكن سهلا بحكم العادات والتقاليد، خاصة أنه يتطلب سفرا وترحالا، وقد عانيت بداية من هذا الأمر، إلا أن تفهم الأسرة والمجتمع للرسالة التي يمكن أن تحملها الفنانة الإماراتية للعالم جعل الرؤية مختلفة، وتحمست الأسرة لمشاركتي رحلاتي وزياراتي ومناقشاتي حول الأعمال الفنية في العالم. ما تأثير البيئة الإماراتية ورموزها في فنك وإنتاجك؟ الفنان ابن بيئته، وأعمالي تتأثر بثقافتي، من لون الصحراء وقوة البحر، وحملت أعمالي الكثير من الرموز من آثار "الهيلي" في العين، ومن أقدم الحفريات فيها، فقد تحمل اللوحة لون الصحراء أو فكرة اجتماعية من ثقافتنا وهويتنا الإماراتية الغنية والرحبة. بمن تأثرت من الفنانين الإماراتيين في مسيرتك الفنية؟ هناك العديد من القامات الفارعة والرواد في الفن التشكيلي الإماراتي، من بينها الفنان حسن شريف، عبد القادر الريس، وعبد الرحيم سالم وغيرهم، لكن أقرب هؤلاء إلى ذائقتي الفنية هو الفنان عبد الرحيم سالم. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ لدي دعوة إلى تونس للمشاركة في مهرجان فني سيقام في أقدم غاليري هناك، ومشروع قيد التنسيق والإعداد مع اليونسكو، كما أعكف الآن على إنجاز مشروع فني يميل إلى الرمز، وأستخدم فيه مواد أعيد تدويرها، لكنه قد يتطلب بعض الوقت.