الغيرة السوية عشق لا ينتهي

تعرف الغيرة بأنها وظيفة ذهنية وظاهرة صحية، إذا ما مورست بعقلانية بلا إفراط أو تفريط، والمطلوب دائما هو تحويل الغيرة بين الأزواج لشيء إيجابي وعدم التمادي حتى لا تتحول من إحساس جميل إلى شكوك تحيل الواقع لجحيم لا يطاق. والغيرة مطلوبة بشدة إذا كنا سنستثمرها في إبداء الاهتمام وبيان الحب، ومكروهة إذا كانت غيرة غير سوية مبنية على أوهام تحيل الحياة الزوجية إلى شكوك مبدئية تتمادى حتى تصل لحد الشك المرضي المستعصي. نقول دائما بأن العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على الثقة المتبادلة وعلى التفاهم، وبما أن الغيرة شيء داخلي فطري في الإنسان لا يمكن التحكم في نشأتها ووجودها، إلا أنه يمكن التحكم بتوجيهها والاستفادة منها، لتتحول العلاقة لشيء رائع لا تصفه الكلمات، وأبلغ دلالة ومثال على هذا ما قاله يزيد بن معاوية: أغار عليها من أبيها وأمها ومن خطوة المسواك إن دار في الفم ِ أغار على أعطافها من ثيابها إذا ألبستها فوق جسم منعم ِ وأحسد أقداحا تقبلُ ثغرها إذا أوضعتها موضع المزج ِفي الفم ِ هذا دون أن نترك العنان لهذا الإحساس ليجرفنا إلى تيارات ومنحدرات قوية قد تعرقل المسيرة وتنتهي نهاية سيئة، كالطلاق والتفكك الأسري مرورا بالعنف الجسدي. إذا نصحنا الرجل فنقول إن اهتمامك بزوجتك وتعليقك وإطرائك عليها وعلى ما تفعله وتقدمه يطرد من نفسها أفكار الغيرة السيئة وتبقي لك خالص الغيرة الحسنة والاهتمام الدائم. أما نصيحتنا للمرأة إذا راودتها أفكار الغيرة السيئة، فهي أن لا تسترسل فيها حتى لا تتحول إلى شكوك، وإن قاربت هذه المرحلة فتحكمي بها وتأكدي في قرارات نفسك أنه اختارك أنت ولا أحد سواك، وحولي الشكوك لمحبة خالصة واسمعي هنا ما قاله الأمير عبد الله الفيصل: أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني يقول الناس إنك خنت عهدي ولم تحفظ هواي ولم تصن وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني