العباس وهيلدا في فيلم رعب حقيقي

الرياض – شروق هشام لم يتوقع  الناقد محمد العباس  وزوجته الشاعرة هيلدا إسماعيل اللذان وفدا الى القاهرة للمشاركة في أمسية شعرية على هامش معرض الكتاب أنهما سيتحولان إلى بطلي مسلسل ومصوريه، إلا أنهما لم يكتبا سيناريو الحدث. فقد خاض الزوجان أحداث فيلم "احتجاز واقعي" بعيداً عن مشاهد السينما وترتيبات المخرجين، مستخدمين تغريدات "تويتر" لتكون شاشتهما على العالم، فتارة يشدان المتابعين بخطر أوشك أن يذهب بهما، وطوراً يبثان تغريدة تحمل اطمئناناً مختنقاً بالغاز. وعاش الزوجان اللذان وفدا الى القاهرة، للمشاركة في أمسية شعرية لم تقم، 11 ساعة من الخوف وصفا خلالها ما جرى بجمل قصيرة تحمل صراخاً واستغاثة وعتباً على الشرطة المصرية وعدم رؤية أحد من السفارة السعودية. وأطلق الزوجان صرخة استغاثة "تويترية": "يا جماعة كلموا السفارة السعودية، نحن في خطر، سميراميس كورنيش القاهرة والوضع خطر جداً، البلطجية تسللوا للفندق، الأمن لا يقوم بعمله، نحتاج لقوات أمن". كما سجلت هيلدا إسماعيل بعضاً مما شاهدته، وغردت أنها ستسافر "في اليوم التالي إلى السعودية"، ولكن اليوم التالي تحول إلى "طلب إخلاء الطابق الذي كنا فيه، البلطجية تسللوا للفندق"، معلنة أول صرخة استغاثة "نحن في خطر، البلطجية دخلوا علينا". وقص العباس الوجه الآخر من الفيلم ، ابتداءً من تلقيهم خطاباً من إدارة الفندق، ينصحهم بـ"إخلاء المكان وحمل جوازات السفر فقط، حين يسمعون صافرة الإنذار" حتى خروجهم من الفندق "نسير وسط خراب وخوف من المتربصين لنا بالحجارة"، وانتهى الحدث بـ"نحن بخير وصلنا بالسلامة". من الجدير بالذكر أن الناقد محمد العباس يعد واحدا من أبرز النقاد في الحركة النقدية السعودية خاصة والعربية عامة، يتابع عن كثب حركة الإبداع السعودي شعره وسرده، وقدم العديد من الكتب التي تحمل رؤاه وقراءاته النقدية للظواهر والكتابات الإبداعية، هذا فضلا عن حضوره اللافت في المؤتمرات والندوات الدولية. وتعتبر هيلدا اسماعيل احدى أهم الشاعرات الشابات، حيث تمتلك من السردية السحرية الواقعية ما يؤهلها لهذا الوصف والدخول بين ثنايا المتابعة الجادة للنقاد. تتعامل اصابعها مع الورقة كي تنتج شعراً ثائراً تارة ومخدوعاً تارةً اخرى وهادئاً في أحيانٍ أخر، وكان لعملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة دلالة واضحة على انها مرهفة الحس انسانية التواجد عميقة التصور لدورها في الحياة وتفاصيلها الدقيقة.