الشيخة لولو الصباح: هدفنا أن يصبح الفن العربي المعاصر عنصرا جوهريا في سوق الفن العالمي

الشيخة لولو الصباح، الشريك المؤسس لدار "جام – JAMM"، وهي دار مزادات معاصرة مقرها الكويت. ولانتمائها لمجال الصحافة الفنية، فقد عملت في السابق كمدير فرع الشرق الأوسط لمؤسسة "Philips de Pury & Company"، كما عملت كاستشارية لشركة "Christies International".

لماذا أنشأتِ شركة "جام"؟

كنا نعمل أنا وشريكتي، ليديا ليميريك، معاً في لندن في شركة (فيليبس دو بوري آند كومباني)، وهي ثالث أكبر دار مزادات في العالم، وذلك عندما قررنا في العام 2008 أن نفتتح شركتنا الخاصة التي تقوم بتنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات الفنية، منها استضافة المعارض والمزادات وحفلات إصدار الكتب. وقد شعرنا بأن أنظار العالم باتت تتجه حالياً صوب الشرق الأوسط، وأن هناك الكثير من الأشياء التي تجري في الساحة، والتي أردنا المشاركة فيها على أكبر عدد من المستويات. ونحن نأمل في المساهمة في تطوير سوق الفن المعاصر في المنطقة.
قد يكون من السابق لأوانه طرح سؤالي التالي، ولكن هل حققتِ الكثير من آمالك؟
أعتقد أن الطريق لا يزال طويلاً. وأنا أتمنى أن نبني مجموعات من المقتنيات الفنية الخاصة والمؤسسية. وهدفنا هو رفع مكانة الفنانين العرب حتى يصبح الفن العربي المعاصر عنصراً جوهرياً في سوق الفن العالمي، كما نرغب في وضع الكويت على خريطة الفنون.

كيف تختارين الفنانين الذين تعرض أعمالهم في شركتك "مزادات جام"؟
بالنسبة إلى الفنانين الجدد والصاعدين، أعتمد على حكمي الشخصي (بناء على تجربتي في عالم الفن)، وعلى نظرتي لأعمالهم. فأنا أحدد شكل إمكاناتهم المستقبلية، من خلال تقييم نموهم كفنانين. ومن المهم أن نعرف الأماكن التي عرضت فيها أعمالهم (هل في معارض جماعية أم معارض فردية أم معارض فنون إلخ)، ونجاح مبيعاتهم (أي هل يهتم الناس باقتناء أعمالهم؟ ومن هؤلاء المهتمون بهم؟). وأنا أقتصر في تعاملي على أفضل الجاليريهات في المنطقة، والتي تخلص لهدفها في الارتقاء بمكانة فنانيها الشباب والصاعدين. وأنا أثق في أحكام هذه الجاليريهات وخبرتها بهذا المجال. أما بالنسبة إلى الفنانين المخضرمين الذين تعرض أعمالهم في المتاحف والمقتنيات الخاصة والمعارض الكبيرة، فأنا أبحث عن تاريخ المزادات الخاصة بأعمالهم وأحدث معارضهم. وأنا على صلة مهنية وثيقة بهؤلاء الفنانين، وانضمامهم لدينا يقوم على الثقة المتبادلة والمهنية.

ما التحولات التي ترين أنها طرأت على الساحة الفنية على مدار الأعوام الستة الماضية؟
أعتقد أن أهم التحولات التي حدثت في عالم الفن كان السبب فيها حالة الكساد العالمي، وهذا التحول هو تثبيت سعر الأعمال الفنية، والتي كانت أسعارها متضخمة قبل حالة الكساد. وأنا أراه تحولاً إيجابياً، لأنه سيعني أن أعمال بعض الفنانين العرب والإيرانيين لن تعود لأسعارها المرتفعة في السابق، وهو ما عاد بالفائدة على سوق الفن الإقليمية ككل. ومن بين التحولات المهمة الأخرى زيادة عدد المعارض والمزادات العالمية التي تضم أعمالاً لفنانين من الشرق الأوسط. إن الأنظار كلها تتجه حالياً إلى الشرق الأوسط، وفي التوقيت المناسب سوف تصبح سوق الفن الوليدة جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني العالمي.

كيف ترين تأثير المرأة على المشهد الفني في المنطقة؟
أعتقد أن النساء العربيات قد حققن نجاحات كبيرة، وذلك كفنانات وأمينات متاحف وناقدات وصحفيات فنيات، وفي مهن كثيرة أخرى في الحقل الفني.

ما أهم الأشياء المطلوبة للمحافظة على نمو سوق الفنون في المنطقة؟
أعتقد أن أهم هذه الأشياء هو التعليم، وإقامة أكاديميات للفنون في المنطقة، واستضافة ورش العمل أو الجولات التثقيفية حتى يتمتع الجيل الجديد بفرصة أكبر لرؤية المتاحف والجاليريهات، وحضور المدارس الفنية. وسوف تمتلك حينها البراعم الفنية الناشئة البنية الفنية التحتية اللائقة التي ستساندهم في عملهم. وهذا هو الأساس السليم.

أي من الكتب المتعلقة بالفن في رأيك ترينها جديرة بأن يقرأها كل المتحمسين للفنون في المنطقة؟
أعتقد أنه كتاب 7 days in the Art World لمؤلفته Sarah Thornton.
الفن بالنسبة لكِ هو ...
الفن هو التعبير الأصيل عن العالم الذي نعيشه اليوم، إن الفنانين يجعلوننا نفهم بشكل أفضل ثقافاتنا، ويقدمون لنا رؤيتهم المثيرة لجمال الحياة وتعقيداتها.