الشيخة لطيفة آل مكتوم: النساء هم الجيل الصاعد من الفنانين في المنطقة

الشيخة لطيفة آل مكتوم ليست مجرد فنانة موهوبة، بل كانت أيضاً صاحبة مساهمة فعالة في تأسيس برنامج يعمل على تعزيز وتشجيع الفن والفنانين في الإمارات، حيث قدمت مركز "تشكيل جاليري" للفنانين، والذي يحتضن العقول المبدعة لتتفاعل معاً. وقد فازت السنة الماضية بـ "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون". وباشرت بتوسيع "تشكيل جاليري"، وتم افتتاح فرعه الثاني في منطقة البستكية منذ فترة قريبة، ويشمل الكثير من الأنشطة المستقبلية المثيرة.

لماذا أسست "تشكيل"؟
جاءت فكرة "تشكيل" من بعد تجربتي في إدارة "معرض ماينس رياليتي" Minus Reality كجزء من مشروع تخرجي. والذي كان أيضاً ينطوي على البحث عن فنانين يعيشون ويعملون في الإمارات. وقد دفعتني إدارة ذلك المعرض إلى إدراك أن هناك الكثير من الفنانين الذين يعيشون ويعملون هنا، ولكن بعزلة. لم يكن الكثير منهم يتفاعلون معاً أو يعرفون بعضهم البعض. وأجريت حوارا مع مشرفتي في الجامعة، جيل هويل، فناقشنا الوضع وطورنا فكرة خلق مركز للفنانين والمصممين في الإمارات. كما قمنا بالعمل على تطوير الفكرة معاً على مدى صيف 2007، وفي يناير/كانون ثاني 2008 فتحت الأبواب لـ"تشكيل". وقد كانت "جيل" منضمة إلى الفريق منذ البداية.

ربما السؤال مبكر جداً، ولكن ما الذي أنجزتموه إلى الآن من ناحية تحقيقكم لرؤيتكم؟
كان لدي تصور أن "تشكيل" سيشكل مجتمعاً من الفنانين يجتمعون سوية للعمل يداً بيد، إذ من خلال وجود الفنانين المختلفين ممن يعملون سوية، يمكن أن ينجم عن التحاور أفكار جديدة، فمن الرائع رؤية كيف يمكن لهؤلاء الفنانين تشجيع أنفسهم، والتأثير في بعضهم البعض. لقد أردت بالفعل أن يكون "تشكيل" بمنزلة ملجأ لتلبية مطالب الفنانين، إضافة إلى امتلاك الحرية التامة لخلق البيئة التي يشاؤون، أمر تحقق بالفعل.

سعيت إلى تطوير فكرة أخرى متعلقة ببرامج التبادل مع مراكز مماثلة حول العالم، وذلك من أجل خلق حوار بين الثقافات، ففي العام 2008 قمنا بتطبيق برنامجين للتبادل، أحدهما مع "معرض إيميرسون" في برلين، والآخر مع "فوندازيون فوليوم" في روما. وقمنا بدعوة أربعة فنانين من روما وبرلين إلى دبي للقيام بأعمال فنية تنم عن مدى تأثرهم بالمنطقة. وفي الوقت ذاته، أرسلنا أربعة فنانين من دبي إلى تلك المدينتين للقيام بأعمال فنية تقوم على الفكرة ذاتها. كانت هذه برامج تبادل قصيرة المدى، ولكنا تمكنا من معرفة مدى أهميتها في خلق حوار بين الثقافات. نحن نعمل حالياً في مشروع سكني، وذلك بالمشاركة مع مؤسسة "ديلفينا" في لندن، و"هيئة دبي للثقافة والفنون"، و"آرت دبي"، وبالتعاون مع المعهد البريطاني، حيث يعمل اثنان من الفنانين الدوليين في أحد مرافق الاستوديوهات لدى الموقع التراثي البستكية بدبي لمدة 8 أسابيع، إلى جانب ثلاثة من الفنانين الإماراتيين الصاعدين. أنا أتمنى أن أشكل برامج مماثلة في المستقبل وبشكل منتظم.
هل شهدت المنطقة تغييرات لها علاقة بالفن خلال السنوات الست الماضية؟
خلال السنوات الماضية، تم إنشاء معارض فنية معاصرة في الإمارات. البعض منها كان له صدى على المستوى الوطني والعالمي، ومنها انطلقت مسيرة عمل بعض الفنانين في المنطقة.
من خلال العمل مع الفنانين الصاعدين شعرت، ومن خلال تجربتي المباشرة معهم في السنين التي مضت، بأنهم أصبحوا أكثر طموحاً، وأنهم يرون الفن كمهنة على محمل الجد، ولا سيما بعد المعارض الفنية التي بدأت، مثل "آرت دبي"، و"أبوظبي آرت"، واللذين تعرض فيهما في العادة أعمال فنية أجنبية، عوضاً عن عرض أعمال فنية محلية من الإمارات. هذه أمر يشهد تغيراً بطيئاً نسبياً، ولكن على وجه التأكيد، مع وجود المزيد من الفنانين في الإمارات ممن يخلقون أعمالاً فنية يمكن أن تعرض وحدها من دون منازع على منصات المعارض الدولية.

ما الأمر الوحيد الذي ترنون إليه من أجل الحفاظ على حركة النمو في سوق الفن في المنطقة؟
لا يمكن للفنانين الاستمرار من دون وجود المشترين. إذا ما استمرت عملية شراء الأعمال الفنية التي تتعلق بالمنطقة، فعندها يتوجب على الفنانين تلبية المطالب والاستمرار في خلق أعمال فنية جديدة وأكثر إثارة للاهتمام. أتمنى أن نرى عدداً أكبر ممن يجمعون الأعمال الفنية على المستوى المحلي، أولئك الذين يعرفون مدى أهمية تجميع الأعمال الفنية التي يتم إعدادها هنا.

كيف تقوم النساء بالتأثير في الحركة الفنية في المنطقة؟
أنا أعتقد أن المشهد الفني في الإمارات بالتحديد مهيمن عليه من قبل مجموعة من الفنانات الشابات، فالشائع هنا هو رؤية فنانات أكثر من فنانين. رغم أن أغلب الفنانين الأكبر عمراً هم من الذكور، إن الجيل الصاعد من الفنانين في المنطقة من النساء.

كتاب له علاقة بالفن لابد لجميع عشاق الفن في المنكقة قراءته؟
كتاب "الفن و الرعاية: الشرق الاوسط “Art & Patronage: The Middle East " من تأليف حسين أميرسادغي و مريم حميون ايسلر، هذا الكتاب يجب ان يكون على رف كل عشاق الفن في الشرق الأوسط".

الفن هو...أفكار و صوت فنان يجسدها بشكل مرئي.