السعوديات بين التأييد والرفض لفارق العمر بين الزوجين

الرياض – شروق هشام يعتبر فارق العمر المناسب بين الزوجين من العوامل الرئيسية التي تساهم بشكل كبير في نجاح الحياة الزوجية، حيث لهذا الفارق العمري أثر كبير في تباعد أو تقارب التفاهم والانسجام بينهما. وفي مجتمعنا العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص يعتبر فارق السن بين الزوجين من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل، حيث نجد فارق سن كبيراً بين الزوجين أكثر من عشر سنوات، وفي حالات قليلة قد يكون عمر الزوجين هو ذاته، أو أقل من أربع سنوات، وفي بعض الحالات النادرة نجد أن المرأة قد تكبر الرجل بعام أو عدة أعوام. فهل يؤثر فارق العمر بين الزوجين على نجاح الحياة الزوجية؟ طرحت "هي" هذا السؤال على بعض السيدات السعوديات، فكانت ردودهن كما يلي: طرحنا هذا السؤال على منيرة أحمد 30 سنة، فقالت: "زوجي يكبرني بسبعة عشر عاماً، فأنا في الثلاثين وهو في السابعة والأربعين، وبالرغم مما يتمتع به زوجي من رجاحة العقل وطيب القلب، إلا أن فارق العمر يجعلنا متباعدين نوعاً ما، ففي الوقت الذي أرغب فيه بالتمتع في سفر أو نزهة أجده يريد الراحة والبقاء في البيت، أنا متفهمة تماماً لمعاناة فارق العمر، وأقدر وضع زوجي وسنه، لكنني أشعر بالوحدة والألم أحياناً، وبصراحة أنا أعتبر فارق العمر الكبير بين الزوجين كارثة كبيرة تفقد الحياة متعتها وألوانها، لذلك حذرت شقيقاتي اللاتي لم يتزوجن بعد من الوقوع في هذه المشكلة". وتعتبر أريج عبدالعزيز 40 سنة، أن فارق العمر بين الزوجين غير مهم، لأن مستوى العقلية برأيها لا يقارن بعدد السنوات، وإنما بأسلوب التعامل ومستوى التفاهم والانسجام، فهي تكبر زوجها بأربعة أعوام ولم تشعر يوماً بأي فارق بينهما، بل على العكس تماماً فهما متفاهمان جداً، ويشتركان في أشياء وهوايات كثيرة. بينما رفضت والدة العشرينية سيرين عماد تزويج ابنتها من شاب في سنها أو أصغر منها، بحجة أن المرأة تشيب قبل الرجل، وعلامات تقدم السن ستظهر عليها مبكرا مع الحمل والولادة، على عكس الرجل، وتذرعت أيضا بالتخوف من كلام الناس، وأكدت  أن الفتاة يجب أن ترتبط بشاب أكبر منها بعشر سنوات على الأقل، فهذا الأجمل، والأكثر توافقا وتفاهما بينهما، وأبعد عن المشكلات والمنغصات. أما دانيا الراجح 29 سنة، فقالت: "الفرق بين عمري وعمر زوجي 25 سنة، ولكنني لا أشعر أبداً بهذا الفارق، ولا يوجد أي تباعد بيننا في العقلية أو التفكير أو الميول، بل على العكس أشعر بالأمان والاستقرار بشكل أكبر، فالزوجة تجد في تقدم عمر زوجها عليها بعدد من السنوات ميلا للنضج المطلوب والإحساس بالمسؤولية والاتزان المطلوب، ومن جانب أخر سيميل الزوج الكبير دائماً إلى تدليل زوجته الصغيرة!" وعلقت الإخصائية الإجتماعية جيهان توفيق على هذا الموضوع، فقالت: "لا شك أن الزوج الأكبر سنا من زوجته يتمتع بخبرات ومواقف حياتية أكثر من الزوجة بذات العمر، وهذا يساهم في نجاح سير الحياة الزوجية، ويؤكد معظم الخبراء الإجتماعيين والنفسيين ضرورة التقارب العمري بين الزوجين بحيث لا يزيد عن عشرة أعوام كحد أقصى، حيث أن التقارب في العمر يندرج معه الميول والأهواء والقدرات وغالبية المعطيات الضرورية للحياة الزوجية على عكس ما يفعله التباعد العمري بينهما، فكلما كان فارق العمر بين الزوجين مناسبا كانت الحياة الزوجية أقوى وأنجح، وكلما اتسعت دائرة فارق العمر بينهما كلما أفضى ذلك إلى وجود العديد من المشاكل والآثار السلبية، والتي لا تظهر إلا على المدى الطويل بظهور الاختلافات في الاهتمامات والهوايات والتواصل الثقافي والفكري، فالزوج البالغ من العمر 60 عاما يبدأ بالتقاعد ويحلم بالهدوء، بينما الزوجة التي تصغره بعشرين عاماً ما زالت في ريعان شبابها وتبحث عن الانطلاق، وبالرغم من وجود حالات زواج ناجحة كسرت هذه النظرية، إلا أنها لا تشكل القاعدة". شاركينا برأيكِ.. هل يؤثر فارق العمر بين الزوجين على نجاح الحياة الزوجية؟