الدكتورة بسمة العمير لـ هي : نحذر من هجرة الكفاءات النسائية السعودية

    جدة: جمال عبدالخالق تصوير: عمر الشحني نشأت الدكتورة بسمة مصلح عمير في الولايات المتحدة الأمريكية وتلقت تعليمها هناك كابنة لأب دبلوماسي، وهذا أتاح لها الفرصة للتعرف على الثقافتين السعودية والامريكية عن قرب وإكتساب القدرة على المقارنة والمقاربة لما يميز الثقافتين، وقبل منصبها الحالي (مديرة مركز السيدة خديجة بنت خويلد التابع للغرفة التجارية الصناعية بجدة) عملت استشارية لدى الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة ومنظمة السلام العالمي لتقييم نظام التعليم في العراق عام 2003، ثم تقلدت مناصب استشارية للمسؤولية الاجتماعية لمجموعة صافولا في السعودية لتوظيف ذوي الإحتياجات الخاصة في القطاع الخاص في الفترة ما بين 2004 و2007، وفي عام 2010 تم انتخابها نائبة لرئيس اللجنة العمالية في الغرفة التجارية والصناعية بجدة. وتم تعيينها مؤخرا عضوا في اللجنة التنسيقية الوطنية للعمال بالسعودية، وهي عضوة في المجلس التوجيهي لعمل ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة العمل السعودية. وعضوة في المجلس التوجيهي لعمل المرأة في وزارة العمل السعودية، وعضو في المجلس الاستشاري "لإنجاز المملكة العربية السعودية"، وعضو المجلس الاستشاري لكلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. واختيرت الدكتورة بسمة من بين 100 إمرأة عربية الأكثر نفوذا في العالم العربي لعامي 2010 و2011. وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال والتسويق، وشهادة الماجستير في التربية الخاصة لصعوبة التعلم، وشهادة الدكتوراة في التعليم بالتكنولوجيا/الإدارة والقيادة من الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة. ماذا أضافت الدكتورة بسمة العمير إلى مركز السيدة خديجة بنت خويلد؟ لا أستطيع القول إن ما حققه المركز خلال السنوات الماضية كان بجهود بسمة العمير وحدها، لأن ما تحقق هو نتاج جهود فريق عمل المركز، وجهود مجلس الإدارة والعمل بروح الفريق الواحد، والذي تغير أن العمل في المركز كان أكثر تركيزا على تدريب السيدات والندوات والتوعية، وتهيئة سيدات الأعمال للاستثمار، ولكن في الوقت الحالي، وبسبب المتغيرات التي يشهدها المجتمع، أصبح المركز يعمل حسب احتياجات المجتمع، وبات يدرس العقبات التي تواجه المرأة وسيدة الأعمال، وخاصة القوانين والأنظمة المتعلقة بسوق العمل، كما أصبح حلقة وصل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتذليل العقبات كافة، ولا بد من الإشارة إلى أن أي مجهود لتغيير الأنظمة والقوانين يتطلب الكثير من الوقت، لأنك لا تتخذ القرار بنفسك، ولكن تحاول الوصول إليه على طريق غير معبدة تتضمن إرسال مرئياتك إلى المختصين في الوزارات، ومناقشتها معهم، وانتظار ردودهم بعد الدراسة المعمقة، وفي الوقت نفسه، فإن هناك أشياء لايزال بعض المسؤولين غير متقبلين لها، وتستغرق وقتا لحلها لأن الكثير من الموضوعات التي نبحثها مهملة منذ أكثر من 40 عاما، لكننا ألقينا الضوء عليها، ووضعنا مرئيات ومقترحات لحلها، وفي نهاية المطاف نحن لسنا جهة تنفيذية، ولكننا جهة استشارية تتابع وتقترح. وماذا أضاف إليك مركز السيدة خديجة بنت خويلد؟ أضاف إلي الكثير في شخصيتي، وجعلني أكثر قدرة على فهم الأمور بطريقة مختلفة، وأصبح هناك وعي أكثر في شخصيتي. تعلمت فيه كيف أتعامل مع النجاح والفشل والصعوبات، وكيف أتعامل مع الفكر المختلف. وأضاف إلي أنني تعرفت إلى كثير من جوانب شخصية السيدة خديجة بنت خويلد، فالعمل في إدارة مركز يحمل هذا الاسم يشعر الإنسان بالمسؤولية. هل أنت راضية عن أدائك في المركز وأداء المركز بصفة عامة؟ دائما أطمح إلى المزيد، ولكنني بقدر ما أعطاني الله من طاقة وعلم أضعه في هذا المركز، ولا أبخل في الأداء والعمل، وهذا يأتي في كثير من الأحيان على حساب عائلتي وصحتي، ولكن لا يهمني ذلك، فالمهم هو أن أقوم بدوري على أكمل وجه، وليس المهم أن أكون راضية عن أداء المركز أو غير راضية، فما يهمني هو أن لدينا الكثير لنقدمه للمجتمع، وأن نتوسع أكثر في أعمال المركز. ما خططكم المستقبلية؟ وما الهدف من التوسع؟ وما المشكلات التي تم حلها؟ وماذا في لائحة الانتظار؟ ما تم حله كثير، فوجود المرأة في مجلس إدارة الشركات كان نتيجة جهود مشتركة بين جهات مختلفة، حيث أصبحت المرأة عضوة في مجلس إدارة الشركات العامة والعائلية والخاصة، ومن رئيسة لمجلس الإدارة، وهذا إنجاز عظيم، فالنساء في الكثير من الشركات لم يكن مسجلات في مجلس الإدارة، وبالتالي كانت تصادفهن مشكلات كبيرة في الإرث بعد وفاة الوالد، كما أن المرأة أصبحت قادرة على العمل في أي نشاط تجاري، وأن تحصل على سجل تجاري دون أي استثناء، مثلها مثل الرجل، ونجحنا أيضا في إلغاء شرط الوكيل الشرعي لسيدة الأعمال، واستبدلنا به المدير الرجل إذا كان النشاط مختلطا، ورغم أن المدير أخف ضررا من الوكيل، إلا أننا نسعى لإلغاء هذا الشرط أيضا، لأن هذا الشرط كان مربوطا بوجود اختلاط في العمل وفقا للمادة (160)، والتي ألغيت من نظم العمل والعمال بمرسوم ملكي، طموحاتنا أن تصل المرأة إلى مجلس الوزراء، وأعتقد أن هذا الحلم أصبح ضروريا ووشيكا ليتحقق على أرض الواقع، فالمرأة هي الأقدر على تفهم احتياجاتها واحتياجات بنات جنسها وإيصالها إلى القيادة العليا، إلى متى سنظل نعتمد على الرجال لإيصال صوتنا إلى القيادة العليا؟ ما أهم المعوقات التي تعترض مساهمة المرأة في عملية التنمية؟ أهم معوق هو المواصلات للسيدات، ولا أقصد هنا قيادة المرأة للسيارة، ولكن توفر مواصلات عامة خاصة بالنساء، لأن جهود وتجارب التوظيف تفشل فشل ذريعا أمام عائق المواصلات، نحن في مركز السيدة خديجة بنت خويلد لم نناد أبدا بقيادة المرأة للسيارة، ولكن ما يهمنا وما ننادي به هو مواصلات عامة أو زيادة بدل المواصلات للسيدات العاملات، كما أن مشكلة الحضانة وإجازة الأمومة من أهم المشكلات التي تؤرق المرأة العاملة. وماذا عن مجالات الاستثمار والعمل المتاحة للنساء في السعودية؟ نسعى إلى فتح مجالات أوسع أمام المرأة العاملة وتذليل الطريق أمامها، لتصل إلى مناصب عليا في الجهات التي تعمل فيها، ونناقش القطاع الخاص في هذا الجانب، ونقيم الدورات التوعوية بحقوق المرأة العاملة، والحقيقة أن هذه المشكلة أكبر وأكثر عمقا في سوق العمل السعودية، وهي للأسف مرشحة للاستمرار أكثر بسبب ندرة الكفاءات المدربة والمؤهلة، وبعض العادات والتقاليد والفهم غير المكتمل من قبل المجتمع لمشاركة المرأة، ولذلك، فإن هناك الكثير من المجالات التي لم تفتح أمام المرأة حاليا، ويلزمها سنوات لتختبر كفاءتها وأداءها في هذه القطاعات، وهناك قضية يجب أن نحذر منها قبل أن تتحول إلى ظاهرة تتمثل في هجرة العقول النسائية السعودية للعمل في الخارج، بسبب عدم استيعاب سوق العمل لتلك الكفاءات النسائية التي حققت إنجازات كبيرة خارج الوطن. ما رأيك في الخدمات البنكية والتمويلية المقدمة لسيدات الأعمال؟ عدم وجود تمويل للمرأة من قبل البنوك، إحدى المشكلات أهم التي تمنع مشاركة المرأة بشكل أقوى في الاقتصاد الوطني، أصلا هناك مشكلة في دعم وتمويل المشاريع المتوسطة، فكل برامج الدعم الموجودة تتعلق بالمشاريع الصغيرة، وهي نافعة للأسر الفقيرة ومبادرات التنمية الاجتماعية لهذه الفئات، في حين أن الشريحة الكبرى من المجتمع والتي تبحث عن فرص وظيفية وتمويل خاص لمشاريعها في الغالب من الطبقات المتوسطة، ومشاريعها متوسطة الحجم، كذلك المرأة تعاني من كثير من المعوقات عندما تحاول الحصول على التمويل من البنوك، تحتاج إلى كفيل وإلى الكثير من الإجراءات الصعبة، وهي مشكلة تواجه شريحة المستثمرات الجدد أو شابات الأعمال، وتحد من مشاركتهن في التنمية. وماذا عن المعوقات التي تواجه النخبة من سيدات الأعمال؟ نحن في مركز السيدة خديجة بنت خويلد لا نقدم خدماتنا للنخبة، وهذه الفكرة مأخوذة عن المركز بشكل خاطئ، تركيزنا ينصب على المرأة التي تريد أن تبدأ مشوار العمل أو الاستثمار. ماذا عن دعم مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة للمركز؟ نحمد الله أن المركز يحظى بدعم من كافة الجهات، سواء إمارة منطقة مكة المكرمة، أو الوزارات المعنية (العمل والتجارة)، كما نحظى بكل الدعم من مجلس إدارة الغرفة، وعلى رأسه الشيخ صالح كامل، ويمكن القول: إن هناك أسماء فاعلة في مسيرة المجلس، ابتداء من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، رحمه الله، والمهندس عادل فقيه وزير العمل، والشيخ صالح التركي، ومحمد عبدالقادر الفضل، ومحمد عبداللطيف جميل، والكثير من الشخصيات التي كان لها، ولايزال، دور مهم في ما حقق مركز السيدة خديجة بنت خويلد من نجاحات للمرأة السعودية. ونعتز أن الأميرة عادلة بنت عبدالله من أهم الداعمين لمركزنا وقضايانا بفكرها وتواجدها، وهي من مؤسسي المركز منذ أن كانت رئيسة للجنة سيدات الأعمال، ولديها بعد فكري ممتاز ومنظور أوسع لقضايا المرأة وتوليها جل اهتمامها. حدثينا عن دور الرجل في حياتك؟ للرجل دور مهم جدا في حياتي، وهناك أكثر من رجل، الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي أتخذه قدوة لي في جميع ما أقوم به من أعمال، وهناك الأب الذي كان له دور كبير في حياتي، ثم أشقائي، ثم يأتي دور الزوج الذي قدم لي، ولايزال، كل الدعم، ولم يقف أمام أحلامي، بل كان دائما داعما ومشاركا في كل شيء.