الدرعية عبق التاريخ وروعة الحاضر

  الرياض – شروق هشام الدرعية التاريخية واحة من واحات وادي حنيفة استقطبت الاستقرار الحضري منذ أقدم العصور ، فهي تجمع عبق التاريخ وأصالة الماضي وروعة الحاضر ، حيث تتوزع مساكنها على ضفاف وادي حنيفة وروافده ما بين غصيبة في الشمال والمليبيد في الجنوب ، ويلفها سورها القديم بتحصيناته وأبراجه الطينية ، ويخترقها وادي حنيفة . وتقع الدرعية شمال غرب مدينة الرياض وبها آثار بلدة الدرعية القديمة التي كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى حتى عام 1818 م ، وعلى الرغم من انتقال العاصمة إلى الرياض إلا أن الدرعية بقيت بتراثها شاهداً صادقاً على ما قدمه الأباء والأجداد للأبناء والأحفاد ، وصورة تاريخية تشهد على العصور الماضية ، فهي مدينة الجذور الراسخة والفروع المثمرة التي فاح أريجها ، وطاب ثمرها. تتميز الدرعية بالمظاهر الطبيعية الجميلة كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير ، ويقصدها الكثير من السياح العاشقين للآثار لالتقاط الصور التذكارية ، ويستمتع زائريها بمشاهدة صورة صادقة لما تعيشه مدينة الدرعية من رقي ظاهر ، وما تحويه من تاريخ عريق وآثار تتحف المطلع عليها بشذى الماضي ، وتعبق باستشراف المستقبل . موقع تراث عالمي في سنة 2010 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة محافظة الدرعية السعودية ، وبالتحديد حي الطريف التاريخي في المحافظة ، موقع تراث عالمي ، لتصبح ثاني موقع سعودي يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو ، بعد اعتماد تسجيل الحجر (مدائن صالح) في القائمة ذاتها عام 2008 كأول موقع سعودي في اللائحة العالمية. الأحياء التاريخية تتكون الدرعية من عدة أحياء رئيسية هي : 1. حي الطريف : ويقع فوق الجبل الجنوبي الغربي من منطقة الدرعية ، محاط بالسور الأثري القديم ويشرف من علو بارز على باقي المدينة وفيه قصور آل سعود . 2. حي غصيبة : وهو الحي الرئيسي للدرعية القديمة وقاعدة الدرعية حتى 1100هـ . 3. حي البجيري : ويقع على الضفة الشرقية من وادي حنيفة به مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومدرسته وبيته . 4. حي السريحه : ويقع شمال البجيري وكان يضم بيوت الأعيان والوجهاء بالمدينة . وهناك أحياء تاريخية أخرى مثل الظهيرة والطرفية والعودة والبليدة . آثار الدرعية تضم مدينة الدرعية العديد من الآثار الهامة التي تعطي زائرها دلالة قوية على مكانتها وأهميتها خلال العصور الماضية ومن أهم آثار الدرعية : 1. قصر سلوى الذي وضع لبنته الأولى الإمام محمد بن سعود في القرن الثاني عشر ويقع في منطقة سلوى وكان سكنا للأمير ومنه تدار شؤون الدولة حتى أصبح قصراً للحكم ، وتعاقب عليه عدد من الأئمة مما أحدث فيه الكثير من التعديلات والإضافات بما يتماشى مع الحاجة الحاضرة في كل عهد ومن يشاهده الآن يدرك ويشعر بقوة دولة هذا مقر قائدها . 2. سور الطريف وهو سور كبير وعليه عدد من الأبراج الضخمة للمراقبة ويحيط بحي طريف الذي يضم العديد من القصور التي شيدت في عهد الدولة السعودية الأولى . هناك مواقع تاريخية أثرية أخرى مثل : برج سمحة ، أبراج المغيصيبي ، برج شديد اللوح ، سور قليقل ، حصن الرفيعة ، أبراج القميرية ، قصر الأمير سعد بن سعود ، برج الحسانية ، قري عمران ، سمحان ، مسجد الظهيرة ، برج الفتيقة ، برج فيصل ، الطريف .