إستشاري تربوي: الطفل يشعر بالكره والحب وهو جنين

يشعر الجنين وهو في رحم أمه بكل ما يدور حوله في العالم الخارجي‏، ففي خلال التسعة أشهر التي يقبع فيها في جوف أمه يمر بمئات التجارب يتعلم خلالها الأصوات ومذاق الأطعمة وملمس الأشياء، وكذلك الأحاسيس فهو "يحب ويكره".
 
هذا ما أكده الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور مصطفى أبو سعد، حيث أوضح إن الأطفال يشعرون بالكره والحب والرفض والقبول وهم أجنة في بطون أمهاتهم، مشيراً إلى أن هذه المشاعر تبدأ عندما يبلغ عمر الجنين 4 أشهر في بطن أمه.
 
الجنين والأمان العاطفي
يستند شعور الجنين بالأمان العاطفي إلى ركائز حسية ونفسية يشعر بها وهو في رحم أمه، ويصر الاختصاصيون على أن قبول واقع الأمومة أو الأبوة القريبة بفرح، اهتمام كلي الوالدين بالحمل، حبهما المتبادل وحبهما غير المشروط للطفل الذي سيولد، تمثل جميعها أسس حياة سعيدة للطفل.
 
وأثبت العلم أن التعبير عن هذا الحب من خلال التبادل البيولوجي أو الجسدي أو الصوتي بين الأم والطفل ينشئ رابطاً عاطفياً خلال فترة الحمل يحكم نمو دماغ الطفل المتجانس، من ناحية تركيبته أو تكوينه وهندسته والعلاقة بين خلاياه العصبية.
 
العواطف الايجابية والسلبية
تستطيع المرأة الحامل أن تظهر لطفلها أنها تحبه من خلال لمسه، فحاسة اللمس هي الأولى في الظهور لدى الجنين منذ بلوغه الشهر الثاني، ولمواكبة التعلم الحسي لدى الجنين، يستطيع الثنائي (الأم والأب) ملامسة بطن الأم بخفة وتدليكه، وبهذه الطريقة تقام علاقة لمس عاطفية ثلاثية تسمح للثلاثة بالتواصل سوياً، حيث يمثل وجود الوالدين وحبهما للطفل الذي يعبران عنه من خلال حاسة اللمس دائرة الأمان العاطفي بالنسبة إلى الصغير وأساس ثقته بنفسه وبالحياة.
 
من جانب آخر تؤدي المشيمة دوراً أساسياً في التبادل بين الأم والطفل، وقد تبين من خلال الأبحاث الطبية أن الهرمونات التي تفرزها الأم تمر من خلال الحاجز المشيمي إلى جسم الجنين، سواءً كانت تلك هرمونات السعادة، هرمونات المتعة، هرمونات الضغط النفسي ... وغيرها. 
 
ويشير الباحثون إلى أن الجنين يشعر بالأحاسيس المختلفة ويحفظها منذ أولى لحظات حياته داخل الرحم، وسترافقه ذكرى هذه الأحداث التي مرت به على امتداد حياته كشخص بالغ، ويحفظ في ذاكرته وتفكيره العواطف الإيجابية والسلبية ويدرك مشاعر الراحة والسعادة، حتى أنه يدرك أحياناً مشاعر الحزن والألم، فعندما تعاني الأم أو تشعر بالغضب أو بالكره أو بالضغط النفسي تنقل حالتها النفسية إلى الجنين، وبالتالي تتولد لديه مشاعر الحب أو الكره.
 
لذا ينصح الأطباء الحامل بأن تكون سعيدة ومحبة ومستمتعة بحياتها، وبذلك يشعر الطفل داخل رحمها بالسعادة والحب أيضاً.