كيف يؤثر سوء التغذية على سن البلوغ لدى الذكور والإناث؟

يميل سن البلوغ إلى أن يكون مبكرًا في المناخات الدافئة، مثل دول الخليج العربي والشرق الأوسط، مقارنةً بأوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وقد ساهم انتشار وباء السمنة الذي أصبح ملحوظًا في الإمارات العربية المتحدة في بلوغ الفتيات مبكرا، وتأخير بلوغ لدى الفتيان.
 
الدهون الزائدة تفتك بالإناث
تشير دراسة  نُشرت مؤخرًا في دورية وومنز هيلثكير إلى أن الدهون الزائدة في الجسم، واستهلاك الكميات الكبيرة من اللحوم، تندرج ضمن العوامل المحتملة التي تسهم في انخفاض سن البلوغ. ويعتبر البلوغ المبكر أيضًا سببًا لمجموعة متنوعة من الأمراض في وقت لاحق في الحياة، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي عند الإناث.
 
وفقًا للدكتور شادي طابا، أخصائي الغدد الصماء لدى الأطفال في هيلث بلس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي: "يؤدي البلوغ المبكر إلى نهاية مبكرة للنمو وفي آخر المطاف قصر القامة كشخص بالغ. أما بالنسبة لتأخر البلوغ، فيواجه الأطفال الذين يتعرضون لهذه الحالة وقتًا عصيبًا من الناحية الذهنية أيضًا، لأنهم يشعرون بالاختلاف عن أقرانهم الذين يكونون أكبر حجمًا ويبدون أكثر نضجًا منهم. وقد يصادف بعض الأطفال مشكلات هرمونية تحول دون إمكانية مرور أجسامهم بعملية البلوغ دون الحصول على مساعدة طبية". 
 
مخاطر البلوغ المبكر
يسبب البلوغ المبكر مضاعفات خطيرة، فقد لا يكون الطفل مستعدًا من الناحية النفسية لبدء مرحلة البلوغ في وقت مبكر، وخاصةً بالنسبة لفتاة صغيرة جدًا مثل الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن من 8 أعوام إلى 11 عامًا. وهذا يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والثقة بالنفس لدى الطفل، وخاصةً عندما يبدأ في الشعور بالاختلاف عن أقرانه لأنه يبدو "ناضجًا" على الرغم من أنه لا يزال صغير السن في واقع الأمر.
 
أضاف الدكتور شادي طابا أنه "عندما يتعرض الطفل لمرحلة بلوغ مبكر (أي تغيرات جسدية قبل سن التاسعة لدى الصبي أو سن الثامنة لدى الفتاة) أو لمرحلة بلوغ متأخر (عدم ظهور تغييرات جسدية بحلول سن 13 عامًا لدى الفتاة وسن 14 عامًا لدى الصبي)، يتعين حصول الطفل على الرعاية الطبية فورًا. ويمكن إحالة الطفل إلى مكتب طبيب الأطفال العام، ولكن يفضل أن يحصل على مساعدة من أخصائي الغدد الصماء لدى الأطفال. وإذا كان هناك تأثير واضح على مشاعر الطفل، فقد يكون من الضروري إحالته إلى طبيب نفسي".