إكتئاب الأب وراء سوء السلوك عند الأطفال

قد لا نعي مدى تأثير نفسياتنا وطباعنا على صحة ونمو أطفالنا وسلوكياتهم، حتى أننا نتساءل كثيرا عن أسباب السلوك السيء لدى الأطفال دون أن نعلم أننا وراءها.
 
ولنفهم أكثر حقيقة الأمر، نطّلع سوية على دِراسةٌ حديثةٌ أشارت إلى أنَّ الاكتئابَ عند الآباء قد يرتبِطُ مع القلق والسلوك السيِّء عند الصِّغار.
 
وقالَ معد الدراسة شيهان فيشر، المُحاضر في علم النفس وعلوم السلوك في كلية فينبيرغ للطب لدى جامعة نورث ويسترن في شيكاغو: "تُؤثِّر انفِعالاتُ الآباء في أطفالِهم".
 
تفحص الباحثون حالات 200 من الأزواج الذين مضى على زواجهم 3 أعوام، ووجدوا أن الاكتِئاب عند الأم أو الأب في أثناء السنوات الأولى من الأُبوة أو الأمومة زادَ من خطر القلق والكآبة، والميل نحو الضرب والكذِب عند الصِّغار.
 
وركزت دراسات سابقة على أمهات يعانين من الاكتئاب في أثناء السنوات الأولى من عُمر أطفالهن.
 
وقال فيشر: "يجب التحري عن حالات الاكتئاب ما بعدَ الوِلادة عند الآباء الجُدد وتقديم العِلاج إليهم، تماماً مثلما نفعل مع الأمهات".
 
وجدت الدراسة مجردَ ارتِباط بين المزاج عند الآباء وسلوك الصغار؛ ولكن، قد تكون المشكلةُ في أنَّ الآباءَ، الذين يعانونَ من الاكتئاب، لا يقُومون بنفس حجم التواصل البصري أو الابتِسام الذي يقوم به الآباء الذين لا يُعانون من الاكتئاب. 
 
وقال فيشر: "كلما ازداد ابتِعاد الآباء عن صِغارهم، وجد هؤلاء الصغارُ صعوباتٍ أكثر في تشكيل روابط عائلية متينة، والحُصول على انفِعالاتٍ صحيَّة"، مضيفاً: "يؤثِّر الاكتئاب في الطريقة التي يعبر بها الإنسان عن مشاعِره، ويُمكن أن يؤدي إلى تغيير سُلوكه".
 
وختم: "من هنا تأتي أهمية التدخلات المبكرة بالنسبة إلى الأمهات والآباء معاً. وإذا استطعنا التحري بشكل مبكر عن حالات الاكتِئاب عند الآباء ومُعالجتها، لن يحدُث استِمرارٌ للأعراض؛ والأهم من هذا كله، لن يتأثر الأطفال بالآباء الذين يعانون من الاكتئاب".