لا تهملي طفلك.. فتعرضين دماغه للخطر

لا يدرك الكثيرون أهمية الرعاية العاطفية ومشاعر الحب والحنان لنمو الطفل وسلامته، فيعتقدون أن الإهمال العاطفي للطفل قد يترك أثرا سلبيا فقط في نفسية الطفل، ولكن الدراسات أثبتت ما هو أخطر من ذلك.
 
فقد بينت دراسةٌ حديثةٌ أن إهمال الأطفال يترافق مع تغيرات في المادة البيضاء في أدمغتهم. وقال الباحثون إن لنتائج الدراسة مضامين مهمة بالنسبة إلى مسائل الصحة العامة المتعلقة بالوقاية المبكرة والتدخلات الطبية عند الأطفال الذين جرت تربيتهم ضمن ظروف من الإهمال الشديد، أو أجواء عائلية سلبية بشكل عام.
 
تفحص الباحثون حالات 26 طفلاً تخلت عنهم عائلاتهم في رومانيا، وتعرضوا إلى إهمال اجتماعي وعاطفي ومشاكل في تعلم اللغة ونمو مداركهم عندما كانوا يعيشون في مؤسسات تولت تربيتهم. وقارن الباحثون حالات هؤلاء الأطفال مع حالات 23 طفلا خضعوا إلى رعاية تربوية ذات جودة عالية و 20 طفلا ترعرعوا مع عائلاتهم (مجموعتا المُقارنة).
 
وقيم الباحثون حالات الأطفال في عمر 30 شهرا و 42 شهرا و54 شهرا و8 أعوام و 12 عاما؛ وأظهرت النتائج ارتباطا ملحوظا بين الإهمال في سن مبكرة والتغيرات في المادة البيضاء في الدماغ (تمكن المادة البيضاء الألياف العصبية في الدماغ من التواصل).
 
ولكن، بيّنت الدراسة أن التغيرات في المادة البيضاء كانت أقل أهميةً عند الأطفال الذين عاشوا في مؤسسات تربوية وتعرضوا إلى الإهمال، ولكن جرى وضعهم في دور رعاية ذات جودة عالية في سن مبكرة.
 
وقالت يوهانّا بيك، من مستشفى بوسطن للأطفال: "تضيف نتائج هذه الدراسة دليلا جديدا على أن الإهمال الشديد في بداية الحياة يؤثر في سلامة بنية المادة البيضاء في مناطق الدماغ".
 
وقال الباحثون إن ما يمر فيه الطفل من تجارب يمارس دورا رئيسيا في نماء دماغه؛ ونوهوا إلى أن الأطفال، الذين ترعرعوا في مؤسسات اجتماعية، يواجهون غالبا ضعفا في نماء الدماغ، وتكون أنواع السلوك لديهم أسوأَ من بقية الأطفال.