إخصائيون: لا لتأجيل عقاب الطفل

خطأ تربوي يقع فيه كثير من الآباء والأمهات، وهو تأجيل عقاب الطفل، فبحكم تواجد الأم مع الطفل لوقت طويل، تعتبر الأمهات أكثر المسجلات لأخطاء أطفالهن، فهن تلاحظن وتراقبن وتحذرن، هذا خطأ، لا تفعل هذا، لا تقل ذلك، ووسط إنشغالهن بأمر آخر من أمور المنزل، يتركن الأخطاء تتراكم، وتقررن العقاب عند الإنتهاء من ما تقمن به. وتحضرني هنا كلمة أسمعها دوما بين الأمهات، وكأنها ركيزة أساسية في وقت عقاب الأطفال، هي كلمة عامية، كأن تقول الأم للطفل "بحوشلك .. حاضر" .. فهي تتوعد له، وتذكره بأنها تسجل له اخطاءه، وستقوم بالعقاب لاحقا.
 
وقدر حذر الإخصائيون التربويون من هذا الخطأ التربوي الكبير الأثر في نفس الطفل، لأن من شأن ذلك تشتيت إنتباه الطفل، وشعوره بالقهر والظلم، فالطفل يلهو ويلعب، وينسى ما فعله خاصة إذا حدث الخطأ عن غير عمد، وتأتي لحظة العقاب ليجد نفسه ملاما ويعاقب دون أي تنوية لسبب العقاب، فالأم راكمت الأخطاء وأجلت العقاب، وهي الآن تعاقب فقط.
 
وهنا يفقد العقاب الهدف منه، فكيف سيعي الطفل الخطأ الذي أرتكبه، وكيف سيتجنب شيئاً لم يعاقب عليه في وقته حتى لا يكرره، وفي هذه الحال ستتأثر نفسية الطفل وسيشعر انه مضطهد، ويعاقب بلا أسباب، فالعقاب هنا أصبح أداة لإيلامه فقط، أو حرمانه من شيء يحبه. 
 
لذا فقد أكد المتخصصون على ضرورة عقاب الطفل عند إرتكابه الخطأ وقت ارتكابه، حتى يفهم سبب عقابه، ويستقيم سلوكه، فلا تربية وتوجيه دون عقاب ولا خطأ في عقاب الطفل، والخطأ يتوقب على طبيعة ونوع العقاب المتبع في التربية.