ماذا بعد الإجهاض؟

هي: ريهام كامل
 
الإجهاض أو Abortion هو تجربة مريرة جدا للمرأة نتيجة فقدان الجنين، مصحوبة بألم عضوي ونفسي.
 
 وبالرغم من معاناة المرأة من الألم العضوي إلا أن الألم النفسي يكون أقوى بكثير وذلك لأنها فقدت الجنين الذي حلمت به وتمنت أن ينمو بأحشائها إلى أن يخرج للعالم حاملا معه لها لقب أم، تلك الكلمة التي تسيطر على قلوب النساء اللاتي يتقن للأمومة.
 
لكل إمرأة تعرضت لهذه التجربة المأساوية، عليك أولا أن تكوني على يقين أن ذلك ربما كان خيرا لك وللجنين وأن الله تعالى قد اختار الأصلح لكما، فلنحمد الله ونطوي هذه الصفحة لنبدأ في التفكير السليم.
 
ولعل أول خطوة نحو البداية الصحيحة بعد الإجهاض هو معرفة أسباب الإجهاض عن طريق الطبيب المختص وذلك بإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من سلامة المرأة وعدم إصابتها بأي مشكلات تحول دون إكتمال الحمل. يوجد هنا إحتمالان، الأول وهو أن تكون نتائج التحاليل سلبية وهذا يعني أنه لا يوجد سبب معين للإجهاض أو ان السبب هين مثلا سوء التغذية، والثاني وهو أن تكون التحاليل موجبة ما يشير إلى وجود خلل ما أو عارض ما يعوق اكتمال الحمل. وفي هذه الحالة لا تقلقي لأن سبب الإجهاض الآن معروف وسيشرح لك الطبيب المختص بالتفصيل الحالة وسيبدأ معك العلاج.
 
ولكن ماذا عن نفسية المرأة بعض الإجهاض؟
 
ما أحوج المرأة الآن إلى دعم الأقرباء كالزوج، الأخت، الأم، والصديقة... ولكن هل هؤلاء مؤهلين للتعامل مع خسارة المرأة الفادحة في هذه الحالة؟
 
من الضروري جدا تخفيف العبء النفسي عن المرأة وعدم تركها للحزن يفتك بها حتى لا تتعرض لإكتئاب ما بعد الإجهاض، فلننظر لها بعين الرحمة فلا داعي لإلقاء اللوم عليها أو التوبيخ، فهي الآن جريحة تريد الإحتواء والتخفيف عنها ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة، ولذلك فلابد أن ينتقي كل من حولها العبارات المناسبة للتخفيف من حدة الألم النفسي المسيطر عليها. الشريك هو أقرب الناس للمرأة فهذه الحالة فالخسارة واحدة فعليه أن يقف بجانبها، وأن يكون مصدر الأمان لها في هذ الظرف القاسي.
 
عزيزتي الأم الذي لم يكتمل حلمها، لا داعي للتوتر والحزن فإن ذلك لن يفيد، فقط استعدي واعطي نفسك الفرصة لتتصالحي معها، فهذا أمر الله تعالى وخارج عن إرادتك، حاولي أن تخرجي من الأزمة حتى تستردي ثقتك بنفسك ولتكوني على استعداد للحمل من جديد والبحث عن أمل جديد ولا تقلقي فلقب أم في إنتظارك تذكريه دوما ليحرك كل ايجابياتك ويجعلك تتنازلين عن سلبيات هذه المرحلة القاسية.