من المستشفى إلى المنزل... كيف تعتنين بطفلك الخديج؟

هي: ولاء حداد
 
تعجز الكثير من الأمهات اللاتي ينجني اطفالاً خدّج عن رعايتهم بشكل صحيح إما لقلة المعرفة أو عدم الخبرة  في التعامل مع هذه الحالات، أو من باب الخوف على أطفالهن. وبالتالي، تكون المهمة على عاتق المستشفى والأطباء المختصين برعاية الأطفال الخدج.
 
ما المهام التي تقع على عاتق الأم اذن، حتى وإن كان الطفل مازال تحت الرعاية الخاصة في المستشفى؟
 
الدكتور محمد سباعي  الخدج استشاري يشرح ان الطفل الخديج هو كل جنين يولد قبل الاسبوع 37 من العمر الجنيني. هؤلاء الاطفال لديهم مشكلات كثيرة وكبيرة، وهذا يعتمد على العمر الجنيني والوزن فكلما كان العمر الجنيني أقل و الوزن أقل زادت الصعوبات من ناحية العناية والعلاج في المستشفى وزادت المشكلات  التي يواجهها المولود. كذلك زادت احتمال حدوث مضاعفات كثيرة أو قليلة في المستقبل و ازدادت فترة مكوثه بالمشفى مع كل المخاطر لذلك.
 
الطفل الخديج يحتاج إلى عناية خاصة في المستشفى. عموما، يتواصل الأطباء مع الأهل طوال فترة البقاء في المستشفى وكذلك يعطون الأهل المدة التقريبية لبقاء الطفل في المستشفى وموعد خروجه التقريبي. 
 
قبل خروج الطفل من المستشفى، على الأهل التواصل مع الأطباء المعالجين  والتأكد من الأمور التالية قبل الخروج: هل تختلف الحرارة لدى الطفل اثناء وجوده في المهد خارج الحضانة؟ هل يرضع بشكل كامل عن طريق الفم؟ هل يزداد وزنه بمعدل 20-30 غرام يوميا (هذا هو المعدل الطبيعي لزيادة الوزن اليومي)؟ هل تم الكشف عن السمع؟  هل تم إجراء فحص الشبكية للطفل؟ متى هو الموعد القادم لفحص الشبكية؟ هل تم الفحص المبكر للكشف عن الامراض الوراثية المسببة للإعاقة؟  ومتى هو الموعد القادم في العيادات الخارجية مع طبيب لحديثي الولادة؟
 
على الأم أن تحضر إلى المستشفى وأن تمضي الكثير من الوقت مع المولود وأن تتعلم من طاقم الحضانة كيفية التعامل مع الطفل الخديج و كيفية التغذية وعليها أن تبدأ الرضاعة الطبيعية أو الاصطناعية قبل خروج الطفل بفترة كبيرة وبذلك تحافظ الأم على الرضاعة الطبيعية أوعلى الأقل تحافظ على  استمرار تدفق الحليب الطبيعي. إذا كانت تقوم بشفط الحليب وإعطائه عن طريق زجاجات الرضاعة البلاستكية فعليها تعلم كل هذه الأمور وأن تكتسب الثقة الكافية لإجراء ذلك في المنزل.
 
أخيرا، حان الوقت الذهبي وأصبح المولود في المنزل بعد طول انتظار. على الأم أن تعرف بعض الأشياء الطبيعية وألا تخاف منها مثلا المنطقة الأمامية في مقدمة الرأس هناك انخفاض طري واسع أو صغير أنه "اليافوخ" الذي يسمح للدماغ بالنمو بالتوازن مع نمو عظام الجمجمة، وعن لون العينين الذي لا يتحدد إلا بعد عدة أشهر كذلك لون الشعر. قد تلاحظ الأم وجود انتفاضات للطفل أثناء النوم، هذه أيضا طبيعية فالطفل الصغير يحلم و حتى قد تحدث كوابيس خلال نومه. 
 
أهم نقطة في عناية الطفل الخديج هي الحب... فيجب على الأم إظهار الحب للطفل عبر العناق، اللمس، الضم والابتسام والتكلم معه ومناداته باستمرار (اذ يجب تسمية الطفل عند وجوده في المستشفى).
 
البكاء هو الوسيلة الوحيدة للتواصل والتي يملكها الطفل وعلى الأم أن تعرف هذه اللغة (فمثلا قد يعني البكاء أنني جائع أو لدي هدية لوالدتي في الحفاض أو أريد اللعب او لدي ألم في بطني ألخ...) وأن تستجيب له وتعطيه ما يلزمه.
 
غذاء الطفل: الرضاعة الطبيعية هي المفضلة و قد تكون الأم قد بدأت الرضاعة الطبيعية في المستشفى قبل خروج الطفل. قد لا يكون حليب الأم كافيا من الناحية الغذائية للأطفال صغار الوزن وقد يتوجب إضافة بعض المكملات إليه وقد يكون الطفل بحاجة إلى حليب اصطناعي خاص بصغار الوزن. يحتاج الطفل الخديج إلى الطعام كل ساعتين ولا يجوز ترك الخديج 3-4 ساعات نائما فقد يحدث لديه جفاف يجب إيقاظه وإعطائه الحليب. اما كمية الحليب عادة يتحكم فيها الطفل و تزداد تدريجيا بصورة تلقائية عندما يزداد وزن الطفل ويصبح أقوى ويرضع كمية أكبر في حالة الرضاعة الطبيعية عن طريق الثدي. ويجب على الأم أن تجلس مع مولودها في مكان هادئ و أن تتفرغ كلية للأمر.
 
قد تحتاج الأم الى بعض الشروحات و التدريب عن كفية وضع الطفل على الثدي (والتي تتم غالبا في الستشفى قبل خروج الطفل الخديج). وفي حال الإرضاع بحليب الأم عن طريق الزجاجات البلاستكية يمكن أن يتم شفط الحليب الطبيعي وإفراغ الثديين باستعمال مضخات يدوية أو ألية كل ساعتين وتخزينه في زجاجات الرضاعة البلاستكية مع أغطية محكمة أو الأفضل إستعمال الأكياس البلاستيكية وتوضع في الثلاجة بعيدا عن الأطعمة و الروائح القوية لمدة 5 أيام في درجة حرارة 4 درجة مئوية ويمكن استعمال هذا الحليب في درجة حرارة الغرفة خلال 3-4 ساعات القادمة بوضعة في الرضاعة البلاستكية وإعطائه للطفل. وينصح بالتخلص من الحليب الذي يتركه الطفل في الزجاجة. تستطيع الأم أن تعرف إذا كان طفلها يأخذ كفايته من الحليب إذا كان الطفل يتبول 4-5 مرات باليوم والحفاض يكن مثقلا بالبول.
 
النوم: ينام الطفل الخديج 16-18 ساعة يوميا ويستيقظ فقط للرضاعة وتغيير الحفاضات. يجب على الامهات أن تعرفن أنه من الولادة حتى عمر 4 أشهر من العمر الحقيقي (إنه العمر الجنيني بالأسبوع + العمر بعد الولادة) ينام الاطفال غالبا في النهار و يصحون بالليل. يجب أن ينام الطفل في سرير خاص في حجرة الأم والأب. يجب أن يرتدي الطفل طبقة واحدة أكثر من الأم للشعور بالراحة في المهد  ويمكن استخدام ملاءة خفيفة لتغطية الطفل. ضعي درجة حرارة الغرفة بين 22-26 درجة مئوية ويجب أن ينام الطفل على ظهره دوما. 
 
الاستحمام: يمكن الاستحمام مرتين بالأسبوع (يومان بلا استحمام ويوم استحمام). أطلبي المساعدة من  أحدهم لأجل استكمال الاستحمام يمكن إجراء الاستحمام في بانيو صغير من البلاستيك. درجة حرارة الماء يجب أن تكون 37 درجة مئوية. يجب أن يغطي الماء كتفي الطفل في وضعية الاستلقاء وفي وضعية الجلوس يغطي الماء أعلى الخصر، دائما أسندي رأس ورقبة الطفل وأمسكي الطفل بشكل محكم. استعملي الصابون والشامبو الخاص بالأطفال واستعملي اسفنجة طبيعية وإبدئي من الأعلى إلى الأسفل ومن الأمام إلى الخلف مرتين فقط كذلك الرأس. بعد ذلك نظفي الوجه مرة واحدة ضعي الطفل على منشفة وأدهني الطفل بالكامل بالزيت المخصص للأطفال للمحافظة على البشرة. ألبسي طفلك ملابس نظيفة وضعي قبعة على الرأس.
 
بعض المصاعب اليومية التي تواجه الأم:
الغازات والانتفاخ: يجب أن تعلمي أن الاطفال الصغار لديهم بطن بارز دوما كذلك يتنفسون عن طريق البطن لذلك لا تجزعي إن وجدت بعض الانتفاخ، يمكن التخلص من الغازات عبر تدليك البطن بحركة دائرية باتجاه عقارب الساعة باستعمال زيت الزيتون. يجب على الأم الانتباه الى بعض الاطعمة التي تتناولها الأم مثل (البهارات، منتوجات القمح، الملفوف، بروكلي، قرنبيط، كافيين) والابتعاد عنها.
 
التجشؤ: يجب مساعدة الطفل على إخراج الغازات المتجمعة بالمعدة أثناء الرضاعة وذلك بإيقاف الطفل بعد الرضاعة على صدر الأم وإجراء ضربات خفيفة أو حركات دائرية على المنطقة الواقعة ما بين عظمتي الكتف حتى صدور الصوت المميز للتجشؤ.
 
البراز: إذا كان الطفل يتغذى على الرضاعة الطبيعية فإنه يتبرز 4-5 مرات يوميا براز نصف صلب وفيه حبيبات بيضاء. وقد يتبرز الطفل بعد كل رضعة وهذا طبيعي ما دام الوزن في ازدياد، أما إذا كان الطفل يرضع حليبا اصطناعيا فالبراز يكون قاسيا. ولمرة واحدة في اليوم أو حتى مرة كل يومين ويعتبر ذلك طبيعيا. 
 
التطعيمات: يأخذ الطفل أول تطعيم (الدرن والتهاب الكبد) عند الخروج من المستشفى وبعد ذلك يحتسب العمر من تاريخ الولادة من دون الالتفات إلى مدة الحمل ويتابع التطعيمات في مواعيدها الأصلية. يحتاج الأطفال الخدج إلى لقاح ضد الأمراض التنفسية والتي يسببها فيروس معين وذلك أثناء فصل الشتاء.
 
البخور والعطور: تؤثر سلبا على رئة الطفل الخديج. ويفضل الإبتعاد عنها فترة طويلة (1 سنة) كذلك يفضل إبتعاد الأطفال الخدج عن التجمعات الكبيرة لفترة سنة.
 
الكحل: إذا كان على شكل بودرة فإنه يحتوي على كمية من الرصاص وهي مادة سامة يرجى الابتعاد عنها.
 
بعد أن أصبح الطفل بالبيت استمتعي سيدتي بقضاء أجمل اللحظات مع طفلك فهي ستكوّن ذكريات لا يمحوها الزمن.