أم لأول مرة : لا أنام فما الحل؟

 
وسط السعادة العارمة التي غمرتك بقدوم مولودك الجديد يصيبك شعور بالتعب والإرهاق بسبب قلة النوم، ولكنك تسخرين كل طاقتك لتتغلبي عليهما لتنعمي بعنايتك بمولودك الجديد، ففي الوقت الذي تتعلمين فيه كيف تصبحين أما جديدة، يتعلم طفلك كذلك كيفية النوم، فكلاكما يبحث عن آلية مناسبة للنوم، وقطعا سيتغير مفهومك عن قلة النوم. فالسبب في قلة نومك ليس مشاهدتك لفيلم كلاسيكي أو رومانسي تتتوقين لمعرفة نهايته، أو مأدبة عشاء متأخرة مع أصدقاء مقربين لك وللزوج، إنما هو قدوم طفل جميل سيقلب حياتك رأسا على عقب فلا تقلقي، فكل شئ في بدايته صعب ويحتاج تدريب وفهم وتعود فأهلا بك عزيزتي في عالم الأمومة الرائع.
 
والآن تعرفي معنا على ما يمكن توقعه خلال الستة شهور الأولى من ميلاد طفلك :
 
•تقول خبيرة النوم، فيليبا فورسيث Philippa Forsyth بأن " معظم الامهات يعانين من اضطرابات النوم خصوصا في الاسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من حياة  أطفالهن. وتختلف هذه الفترة من طفل لآخر، حيث يتمكن بعض الأطفال الرضع من النوم خلال سبعة أسابيع، بينما قد يستغرق الأمر بالنسبة لأطفال آخرين سنة. 
 
•يبدو الأمر شاقا، ولكنك ستتغلبين عليه،  فتدفق هورمون الأوكسيتوسين oxytocin؛ المعروف بهورمون الحب والذي يظهر وقت الولادة ويساعدك على تخطيها سيساعدك كذلك على خلق ترابط عاطفي بينك و بين طفلك مما سيمنحك القدرة على تحمل العبء و تجاوزه. فإن تقبلت لبرهة الفكرة بأن عادات نومك لن تبقى هي نفسها، سوف تجدين بأن التعامل مع الاضطرابات الناتجة عن ذلك ليس بالامر الصعب. 
 
•تشرح الدكتورة "فيلبا راندل Philippa Rundle"، طبيبة الأطفال الخاصة ومستشارة للخبيرة جينا فورد Gina Ford  (drrundle.co.uk). قائلة: "كأم جديدة، حياتك ستتغير، ولذلك فإنه من المهم جدا أن تتناولي الطعام بشكل صحي سليم، و تأخذي قسطا من الراحة حينما ينام طفلك، و تقبلي المساعدة كلما قدمت لك". 
 
•أما فيما يخص استعادة نومك مرة اخرى، فلتتوقعي بأن الأمر قد يستغرق 12 أسبوعا على الأقل. و توضح "فيلبا Philippa" قائلة :"إن تكوين روتين جيد للتغذية يتطلب الستة أسابيع الأولى، خاصة إذا كنت تستخدمين الرضاعة الطبيعية. وغالباً ما لا يستطيع طفلك التمييز بين الليل والنهار إلا عندما يبدأ جسمه بإفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم النوم، و لا يتم ذلك إلا في غضون 12 أسبوعا."
 
•تتمثل إحدى الطرق الفعالة في تشجيع طفلك على النوم بشكل جيد في تطبيق روتين يتعلق بمجموعة من الإجراءات والسلوكيات المقترنة بالنوم والتي تساعد الطفل على إدراك متى يكون الوقت قد حان للنوم. وتقول "ماندي غورني Mandy Gurney" مؤسس عيادة "ميلبوند Millpond" المتخصصة في اضطرابات النوم عند الاطفال بأن :"الطريقة الكلاسيكية المعتمدة على التغذية والاستحمام ثم النوم تعد مبدءا رائعا يمكن الانطلاق منه. 
 
•في غضون ستة أشهر؛ سيصبح طفلك قادرا على أن ينام مابين 8 إلى 10 ساعات على نحو موصول، إلا أنه قد يكون مايزال بحاجة إلى المساعدة. تقول "ماندي Mandy" : "لاتتوقعي بأن مشاكل النوم سوف تنحل من تلقاء نفسها؛ فسلوكيات النوم الجيد هي مسألة تتطلب العمل على ضبطها معا". و قد كشفت بحوث أجريت مؤخرا من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب النوم American Academy of sleep Medecine  بأن معظم الطرق الخاصة بالتدريب على النوم تكون فعالة، شريطة أن يكون هناك توافق بين الأمهات والآباء.
 
والآن نقدم لك بعض الحلول التي يمكن الإعتماد عليها لمواجهة مشكلة النوم:
 
لا للبكاء:
لا تتركيه يبكي لمدة طويلة حتى لا يقترن البكاء بالنوم وتصبح عادة أساسية له عندما يشعر بالنعاس
، استخدمي أي طريقة تجدينها فعالة بالنسبة له، سواء اكانت بإرضاعه، أو هدهدته، أو بالاستجابة لبكائه، أو تغيير مواعيد النوم والتغذية من أجل تحسين سلوك النوم لديه.
 
الانسحاب التدريجي:
يرتكز على أساس قدرتك بشكل تدريجي على الابتعاد عن الطفل حتى يعتاد النوم بمفرده في موعد محدد و يكون بالتالي سعيدا عندما يستيقظ بمفرده اثناء الليل. كل ما عليك هو وضع طفلك وهو مستيقظ على سريره الخاص، ولكن مع الابقاء على ملامسته الى أن ينام، و ذلك بوضع يدك على صدره مثلا ليشعر بالأمان ويغفا.
 
التغذية و اللعب ثم النوم 
تم وضع هذه الطريقة من قبل "تريسي هوغ Tracy Hogg"، ممرضة و مؤلفة كتاب Secrets Of The Baby Whisperer (12.99 £ فيرميليون)؛ و تستند كلمة EASY على جملة (Eat, Activity, sleep, you structured routine)  و مفادها إنشاء روتين منظم انطلاقا من الأكل و الحركة و النوم.
 
عزيزتي الأم 
أروي لنا تجربتك مع طفلك وكيف تعاملتي معه؟