هل يمكن لمريضة السكري الزواج والإنجاب؟

سؤالٌ يقض مضاجع الكثيرات من العرائس أو الراغبات في الإرتباط وتأسيس أسرة. وهو هاجسٌ عند العديد من السيدات والعائلات التي تتوجس خوفاً من ارتباط أبنائها بمريضات السكري، مخافة انتقال المرض لأولادهنَ أو عدم الإنجاب تماماً بسبب هذا المرض.
 
هذه التساؤلات وغيرها نعرضها في مقالتنا اليوم، لنؤكد بعض المخاوف وندحض بعضها، مع الإشارة دوماً إلى أنه يمكن محاربة المرض من خلال الوقاية والعلاج. ويمكن لمريضة السكري أن تحيا حياة سعيدة كلها نشاط ولا تختلف عن حياة الآخرين، وذلك من خلال التعايش مع هذا المرض.
 
لا وراثة لمرض السكري
في حال تأكدت إصابة السيدة بمرض السكري، فإن فرص انتقال المرض لأولادها بعد الزواج والإنجاب ضئيلة، فهو ليس وراثياً مباشراً لكنه يكثر لدى العائلة الواحدة التي تتشابه ظروفها الحياتية أو عند التوائم. وفي حال ارتبطت مريضة السكري بشخص مصاب أيضاً بالمرض، فإن نسبةً كبيرة من أولادهما ستُصاب بالسكري (ضمن احتمالات الوراثة). 
 
وهنا نؤكد على أنه نعم، يمكن للسيدة المصابة بمرض السكري إنجاب الأطفال بعد الإرتباط. إلا في حال كانت هناك موانع أخرى ليست لها علاقة بمرض السكري.
 
الحمل والسكري 
إذا كنت مصابةً بالسكري، سواءٌ من النوع الأول أو الثاني، وتفكرين في الحمل بعد الزواج، فمن الواجب أن يكون السكري ومعدلات السكر طبيعية جداً وعلى الأقل لمدة ثلاثة أشهر قبل الحمل. وإلا فسوف تعرَضين نفسك والجنين لمخاطر كثيرة. ويجب عليك في كل الأحوال إستشارة طبيبك قبل الحمل وبعده.
 
وإذا حملت وكنت ممن يأخذون الأنسولين، يجب عليك الإستمرار في أخذه لكن بإشراف الطبيب لأن الأنسولين يحتاج إلى تعديلات أثناء الحمل. ويجب أن تكون معدلات السكر طبيعية جدا، وتكون تحاليل السكر المنزلية يومية ومتكررة. يجب مراعاة كل هذه الأمور بالإضافة إلى التغذية حيث أن حاجتك الغذائية تختلف أثناء الحمل، والمراجعة المستمرة مع طبيبك ضرورية جداً. 
 
أما إذا كنت تتناولين الأقراص قبل الحمل، يجب عليك بمجرد معرفتك بالحمل أو احتمال حدوث الحمل أو الشهر الذي تعتقدين أنه سيحدث خلاله الحمل تبديل الأقراص إلى الأنسولين. ولا يمكن أخذ الأقراص أثناء الحمل لأن هذه الأقراص قد تؤثر على الحمل والجنين. ومرة أخرى يجب التأكيد على استشارة الطبيب في كل الأحوال.
 
السكري والحياة الجنسية
للسكري تأثيرٌ كبير على الناحية الجنسية، وذلك لأن السكري وخصوصاً إذا لم يحدث تنظيم لمعدلاته على مدى السنين يتسبب في الضعف الجنسي بنسبة 50% أو أكثر عند المصابين بالسكري. وقد يكون هذا التأثير ناتج عن خلل في الشريان أو الأعصاب أو كلاهما معاً. وقد يكون التأثير مؤقتاً نتيجة لارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم أو قد يكون دائماً نتيجةً لخلل دائم من ارتفاع السكر على مدى السنين. وفي كلتا الحالتين من المهم جداً التحكم في السكر ونسبته ومحاولة إعادته قدر الإمكان إلى المعدل الطبيعي أو القريب منه. 
 
الغذاء المثالي لمريضة السكري
هو الغذاء الصحي المتوازن الذي لو استمر عليه كل الناس حتى غير المصابين بالسكري، فإنه سيؤدي إلى تفادي الكثير من الأمراض كالسُمنة، والضغط، والسكري نفسه، وكثيرٌ من أمراض القلب والروماتيزم.
 
هذا الغذاء يتكون من ألياف كثيرة وتأتي السكريات فيه عن طريق الفواكه والنشويات فقط، وتقلَ فيه الدهون إلى نسب قليلة جداً وكذلك البروتينات. وفي المقابل تكثر السلطات والخضروات.
 
الرياضة لتنظيم السكر
للرياضة أو أي نشاط منتظم ومستمر أثرٌ كبير في تنظيم السكر واحتراق الزائد منه في الجسم والدم، إضافة إلى الفوائد الأخرى الكثيرة للرياضات (كالمشي، والجري، والهرولة، والسباحة..إلخ) منها تنشيط الدورة الدموية، والحفاظ على لياقة الإنسان. ويجب المحافظة والمداومة عليها بشكل منتظم بما لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعياً، بحيث لا تقل ممارسة الرياضة (مثل المشي) عن 20-30 دقيقة في كل مرة.