أيتها العروس .. صحتك سليمة .. إذن مزاجك جيد

هي: جمانة الصباغ
 
بعضنا يعيش ليأكل والبعض الآخر يأكل ليعيش، لكن ما يتفق عليه الإثنان معاً هو أن الطعام شيءٌ جميلٌ يبعث السرور ويملأ البطون الخاوية.
 
وكلما كان الغذاء جيداً، كان المزاج العام جيداً أيضاً. من الصحة النفسية للصحة الجسدية، للتمتع بالحياة بدون أي مشاكل أو منغَصات. ولهذا، يربط العلماء وخبراء التغذية بين الغذاء والمزاج المعتدل وضرورة أن تكون نوعية الغذاء ملائمة للظروف الحياتية والمُناخية التي يعيشها المرء.
 
وأنت يا عزيزتي العروس، تريدين أن تبدي في أفضل حالاتك البدنية والنفسية لتتألقي عروساً خلابة، ولتكوني زوجة مستقبلية ملؤها التفاؤل والحب والصحة? إذن، سر سعادتك هو في تنظيم غذائك (البدني والنفسي معاً) لتستقبلي حياتك الزوجية الجديدة باستعداد تام.
 
التكامل الغذائي
لا شيء يمكنه أن ينغص عليك يوماً حافلاً أو نوماً مريحاً مثل اضطرارك لتناول وجبة غير صحية، تتعبك وتجعلك لا تستقرين على حال. وكما أن كثرة الأكل ليست مفيدة، كذلك قلة تناول الطعام أو الإمتناع عنه لوقت طويل، سيجعلك في حال محبطة مع انعدام في الطاقة والحيوية، وهذا ينسحب كذلك على نفسيتك لتصاب بالخمول والإحباط.
 
إذن، لا بد من طعام متوازن في أوقات محددة، بحيث لا يتم الإستغناء عن أي وجبة رئيسية تحتوي كل العناصر الغذائية الضرورية لحركة الجسم وقدرته على إتيان الأمور بدون تعب أو كسل. 
 
وبالطعام المتوازن، نقصد أن يحتوي على عناصر الكالسيوم والبروتين والنشويات والدهون الصحية بكميات مقبولة. وأن يكون هناك ثلاث وجبات رئيسية مع وجبتين خفيفتين أو ثلاث في اليوم لمنع الشعور بالجوع وخواء المعدة لوقت طويل.
 
وتذكري عزيزتي أن أفضل المشروبات التي ستريحك وتبعث النشاط في جسمك هي الماء، الذي له إيجابيات عديدة فهو يرطَب الجسم ويزيل السموم من الجسم ويساعد الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة. وبما أننا في فصل الصيف والجو الحار والرطب، ليكن اعتمادك على الماء بشكل أساسي خلال تحضيرك للزفاف وبيت الزوجية.
 
الطعام الصحي يبعد عنا التوتر ويحقق لنا متعة تذوق الطعام بطريقة سليمة وصحية، وهو كفيلٌ أيضاً بطرد الأمراض ومنعها والمحافظة على جسد مرتاح وخال من الأمراض والمشاكل الصحية.
 
الراحة النفسية
قد لا تدركين عزيزتي أن التوتر وضغوط الحياة بالإضافة لعدم تناول غذاء صحي وسليم، كلها تقلَل من إفراز هرموني "الإندروفين" و"السيريتون" اللذين يمنحان الجسد الطاقة والقوة، مما يضع الجسم في حال من القلق والإحباط. وكما أن قلة إفراز هذين الهرمونين ضارة، كذلك فإن زيادة إفرازهما عن الحد الطبيعي قد تدفع بالمرء إلى الإكتئاب.
 
إذن، لا بد من التأكد من عدم تأثر جسمك بالتوترات والضغوطات اليومية لفترات طويلة، كي لا تقعي فريسة اضطراب الهرمونات بشكل سلبي على الصحة والمزاج معاً. إمنحي نفسك الوقت لحل جميع المشاكل، وحاولي أن تمنحي عقلك وجسدك قسطاً من الراحة والهدوء للإبتعاد عن ضغط المشاكل والتفكير في حلول أنسب وأكثر فاعلية.
 
يمكن التوجه للطبيعة والإسترخاء، والحصول على نوم كاف وصحي، أو الخضوع لجلسات تدليك أو ممارسة اليوغا لتخفيف الضغوطات اليومية. يمكنك أيضاً اللجوء لبعض الأطعمة التي تساعدك على الإسترخاء والشعور بالسعادة، ومنها الشوكولاته (بنسب مقبولة)، والحليب الدافئء، والموز (لاحتوائه على مادة البوتاسيوم)، والأعشاب العطرية مثل الزعتر والنعناع والبابونج، وكذلك العسل والسبانخ والأسماك. وأكثري من فواكه موسم الصيف، لأنها تمنحك كثيراً من الفيتامينات الأساسية من ماء وأملاح ومعادن وغيرها.
 
إن تنشق الفانيلا يُشعر بالراحة والسرور أيضاً، كما أن تناول الطعام الحار يزيد من تدفق "الأندروفين" في جسمك مما يحسَن من مزاجك (فقط إن كنت لا تعانين من مشكلة في تناول الطعام الحار). كذلك التمارين الرياضية والتمتع ببعض أوقات الراحة أو الإجازة ولو كانت لوقت قليل، كلها عوامل تساعد في تحسين المزاج العام وبالتالي تحسين الصحة النفسية.
 
لا تنسي أيضاً أن مشاعر الحب والود بينك وبين شريكك المستقبلي هي أفضل ما يعزَز الروابط بينكما، ويمنحكما القوة والسعادة للمضي معاً في مشوار الحياة. فلا تبخلي في تقديم الحب والحصول عليه كلما سنحت الفرص، وتذكري أن السعادة الحقيقية هي في التغاضي عن الصغائر والتطلع إلى مستقبل مشرق وغد أفضل بكل المقاييس التي تبغينها لك ولزوجك.