التغيير... لعادات صحية بعد الزواج

هي: جمانة الصباغ
 
الزواج ليس فقط قرارٌ بالإستقرار وتأسيس عائلة وإنجاب الأطفال، هو أيضاً دعوة لتصحيح عادات ومفاهيم كثيرة في حياة المرء كانت تعتريها الفوضى وعدم التنظيم سابقاً.
 
ومنها العادات الصحية التي لا بد من الإلتفات إليها وإيلائها عنايةً قصوى، كونها ستؤثر على حياة الشريكين مستقبلاً خصوصاً لجهة الحمل والإنجاب. ليس هذا فقط، بل لضرورة تمتع الزوجين بصحة سليمة ومتينة  لإعالة العائلة على المدى الطويل. وهو ما يترتب عليه تغيير بعض العادات اليومية غير الصحية لجعلها أكثر صحة وأماناً للشريكين.
 
عادات الطعام
يُلاحظ أن أكثر العازبين يتناولون طعامهم خارج المنزل إما بسبب ظروف العمل أو للقاء الأصدقاء وتمضية الوقت. لكن بعد الزواج، يصبح تناول الطعام في المنزل شيئاً محبَباً لعدة أسباب، منها وجود شريك يشاركنا لذة تناول الطعام، ولأن الطعام المعدَ في المنزل أكثر صحةً، وأخرها التوجه نحو التوفير في المصروف الشهري وذلك بتقليل عدد مرات تناول الطعام خارجاً إلى عدد معين ومحدود.
 
لكن تناول الطعام في المنزل ليس نافعاً دوماً، في حال لم يتم إعداده بطريقة صحية وسليمة. فالطعام الدسم والذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات والأملاح ليس بأفضل من الطعام الجاهز الذي نجده في معظم المطاعم. لذا ينبغي اتباع برنامج سليم في إعداد الطعام، باستخدام مكونات صحية والطهي بطريقة الشوي أو السلق، مع الإبتعاد عن القلي والزيوت والدهون بشكل كبير. ولا بد من مراعاة صحة الشريك وتقديم ما يناسبه ومنعه عن تناول ما يضره، وهذه من مهام المرأة بشكل كبير كونها أكثر من يطبخ ويعدَ الطعام لها ولشريكها.
 
ومن الملاحظ أن معظم المتزوجين يكسبون وزناً زائداً بعد الزواج، لذا من الأفضل مراقبة أوزانكم دوماً والحرص على عدم زيادتها بشكل يضرَ بصحتكم وصحة شركائكم في المستقبل.
 
عادات النوم والسهر
من عادات العزَاب بشكل كبير، وهم قد يقضون معظم أيام الأسبوع خارج المنزل ولساعات متأخرة في الليل ما قد ينعكس سلباً على صحتهم وعلى نسبة ونوعية نومهم. فيما بعد الزواج، يصبح التقيد بنظام معين للسهر والنوم خلال الأسبوع ضرورياً لكلا الزوجين للتمتع بحياة صحية وسليمة.
 
في حال كان أحدكما كثير السهر، لا بد أن يبادر الشريك الآخر إلى تنظيم حياة شريكه لجهة ساعات السهر وساعات النوم الضرورية لجسمه وراحته. إن الإعتدال والإنتظام في نمط الحياة الزوجية سينعكس إيجاباً على الزوجين اللذين سيلمسان فرقاً شاسعاً في الحياة قبل الإرتباط وبعده.
 
عادات الرياضة
إن كانت الرياضة نوعاً من أنواع الترف أو تمضية الوقت لبعض العزَاب، لا بد أن تتحول نظاماً حياتياً ضرورياً لهم بعد الزواج. فالرياضة والتمارين مفيدةٌ للحفاظ على قلب سليم وجسم رشيق ومتناسق، والأهم جسدٌ لا يعاني من المشاكل الصحية. 
 
إن كنتم لا تمارسون الرياضة، من الأفضل والأجدى لكم أن تبدأوا بممارستها بعد الإرتباط، وفكروا بأن هناك شريك لكم يحتاج أن تكونوا بصحة وعافية لإكمال الحياة معهم.
 
يمكنكم ممارسة الرياضة معاً، وبهذا يكون التحفيز لكم ومنكم لمتابعة هذا النمط الصحي في حياتكما معاً. وهو بالـتأكيد سينعكس على أطفالكم في المستقبل ليكونوا أطفالاً أصحاء ورياضيين أيضاً.
 
عادات التدخين والشرب
من أسوأ العادات التي تقتل الصحة ولا تؤذيها فقط. فإن كنتم تدخنون أو تشربون الكحول بشكل كبير، من الأفضل لكما معاً التخلص من هذه العادات وبسرعة، لأن التدخين في منزل سيسكنه أطفالٌ لاحقاً ليس بيئة سليمة، كما أن الكحول تؤذي الكبد والطحال وتؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة.
 
بداية الحياة الزوجية هي بدايةٌ مسؤولة، ولا بد من اتخاذ قرارات واعية وسليمة منذ البدء كي يكون منزل الزوجية منزلاً صحياً وسليماً للشريكين معاً.