هذه هي الأعمار الأنسب للزواج والإنجاب

إعداد: جمانة الصباغ
 
عندما يجري الحديث عن الزواج، تختلف الآراء وتتضارب بين الجنسين، فهناك من يقول بضرورة الزواج مبكراً والإنجاب في عمر أصغر كي لا يكون الفرق كبيراً بين الأولاد وأهلهم. ورأيٌ آخر يقول بأن الزواج في عمر مبكر يؤدي إلى علاقة غير ناضجة وإلى طلاق مبكر أيضاً، ويجب على الزوجين أن يكونا في سن ناضجة لتأمين زواج ناجح.
 
هذا عدا عن الحديث عن النضج الفكري للعروسين، والحالة الإقتصادية وغيرها من العوامل الأخرى التي تدخل في سياق الترتيب للزواج.
 
وفيما يبدو أن الطرفين على حق من وجهة نظره، رأينا أن نورد أنسب الأعمار للزواج والإنجاب من جميع النواحي، الفكرية والصحية والإقتصادية، على أن يكون للعروسين حرية الإختيار لاحقاً في تحديد العمر الأنسب لهما للإرتباط حسب ظروفهما الخاصة.
 
العمر الأنسب للزواج من الناحية الفكرية
يقول المختصون أن المرء يكون ناضجاً فكرياً في عمر 25 سنة، وبالتالي يمكنه تحديد مساره ورسم مستقبله بالطريقة الأفضل له. وعليه، فإن العروسين إن أحبا أن يكونا متوافقين فكرياً وعقلياً، يجب أن يفكرا بالإرتباط بين 25-29 سنة، وهي الفترة التي يكون فيها العقل ناضجاً ومتوازنا وقادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة والخيارات الأنسب.
 
العمر الأنسب للزواج من الناحية الصحية
مما لا شك فيه أن العمر الأصغر للإنجاب يكون أفضل للمرأة وهذا ما أثبته العلم. إذ أن الإنجاب في عمر أبكر من 35 سنة هو الأفضل لإنجاب أولاد أصحاء. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن الإنجاب في عمر متأخر، والدليل إن كثيراً من السيدات في وقتنا الحالي ما زلنَ ينجبنَ بعد الأربعين.
 
حسب الأطباء، فإن الحمل والإنجاب في عمر متأخر (تحديداً بعد 35 سنة) قد يكون فيه بعض المخاطر الصحية على الأم والجنين معاً. وعليه، إن كنتم ترغبون بأطفال أصحاء لا يعانون من أي مشاكل صحية، وإن كنت سيدتي ترغبين بحمل لا يتعبك ولا يعرضك لمشاكل صحية مثل سكري الحمل والإجهاض أو الحمل بجنين مع تشوهات خُلقية، وهي أكثر المخاطر الصحية للإنجاب المتأخر، يبدو أن فكرة الإنجاب في الفترة من 25-30 هي الأكثر أماناً وصحةً لك ولطفلك.
 
من الناحية النفسية أيضاً، فإن الطرفين يكونان أكثر اتزاناً وحكمةً وقوةً في مواجهة معارك وصعاب الحياة منتصف العشرينيات، بعدما اختبرا بعضاً من التجارب الحياتية وتعلما منها الدروس الكافية. وبالتالي، يكون الطرفان أكثر قوةً وقدرةً على التعامل مع الشريك وإدارة الحياة الزوجية بصبر ونضوج.
 
العمر الأنسب للزواج من الناحية الإقتصادية
في سن 25 عاماً، يكون معظم الناس قد تخرجوا من الجامعة وبدأوا بممارسة عمل ما. وبالتالي فقد بدأوا يختبرون استقراراً مادياً، بالإضافة إلى القدرة الإقتصادية على التفكير بالزواج وإنشاء بيت وأسرة.
 
إن الإنسان في هذه المرحلة لا يكون فقط متمتعاً بشهادة جامعية، بل بنضوج فكري وعقلي ونفسي لأن الدراسة تغذي روح الإنسان وعقلة وتجعله أكثر اطلاعاً وثقة وقدرة على اتخاذ قرار مصيري مثل الإرتباط.
 
المرأة في سن 25 وما فوق تكون مستقرةً ومستقلةً مادياً، وبالتالي لن تتسرع في الإرتباط بشخص ما دون اقتناع بهدف الحصول على زوج يؤمن حاجاتها الحياتية ويدعمها مادياً. أما الرجل، ففي سن 29 عاماً يكون في وضع مستقر مادياً ومعنوياً وفكرياً، وبالتالي فهو في جهوزية تامة لتحمل مسؤولية الإرتباط والإنجاب وتأسيس أسرة على أسس سليمة وقوية. 
 
نعود ونكرر أن الزواج هو مسألةٌ فردية تتعلق بكل شخص على حدة، ولا يمكن تطبيق كل ما ذثكر على الجميع. لكن من واجبنا توعية أي شخصين مقبلين على الزواج بأن الإرتباط في حياة واحدة ولعمر طويل هو بالتأكيد أصعب القرارات الحياتية التي يجب التأني والتفكير فيها ملياً خصوصاً عند التفكير بالإنجاب وتحمل مسؤولية الأطفال.
 
ننصحكم بالبحث عن شريك يتوافق معكم في كل النواحي، وأن لا يكون الإرتباط فقط بسبب الإنجذاب والحب. هناك معايير كثيرة يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار، وأهمها التوافق والتفاهم بين الإثنين على أن الدرب طويل وفيه بعض المشقات. لذا يجب أن يكونا مستعدين ومصممين فكرياً وعقلياً وجسدياً على تحمل كل الصعاب والمحافظة على العلاقة الزوجية والأسرية متينةً وصلبة.