الأزواج المخلصون يموتون مبكرًا

  تظل المرأة تبحث عن الإنسان المخلص ، الذي يستحق أن تمنحه مشاعرها وثقتها ، حتى تجده فيربطهما رباط الزواج المقدس ، أو تظل عمرها تبحث عنه ولا تجده . وحين تجده تبدأ في التفكير فيما سيفعله إذا فارقت الحياة قبله ، وربما رأينا زوجة تشترط على زوجها ألا يتزوج بعدها ، وكأنها – من فرط حبها له – لا تتصور حياته مع غيرها ، حتى وهي قد فارقت الحياة . ورغم ما يتردد عن عدم إخلاص الرجال ، واستعدادهم الدائم لنسيان شريكة الحياة بسهولة ، وبدء صفحة جديدة مع إنسانة أخرى ، إلا أن الدراسات تؤكد أن الرجال قد يكونون مظلومين بهذه التهمة . فبعض الأزواج يبلغ حزنهم على شريكة العمر حدًا كبيرًا ، وإذا كان المحب في إحدى الأغنيات يقول لحبيبته : " أنا عاشقٌ حدَّ البكاء " ، فإن بعض الأزواج يعشقون " حدَّ الموت " ، لأن الدراسات تؤكد أن الزوج الذي يحزن على وفاة زوجته بشدة ، هو أكثر عرضة للوفاة بعد فترة قصيرة من مفارقتها ، مقارنةً بالنساء اللواتي يفقدن أزواجهن ، بنسبة 30 % . فهل تجعلنا تلك النتيجة نعيد النظر في اتهامنا للرجال بعدم الإخلاص ؟ وهل يعني ذلك أن النساء أقل حبًا وتأثرًا وإخلاصًا من الرجال ؟ لحسن حظ النساء أن الدراسة سرعان ما تبرئهن ، إذ تبرر تلك النتيجة بأن الرجال أكثر اعتمادًا في حياتهم على النساء ؛ فبينما قد تعتمد المرأة على زوجها في توفير متطلبات الحياة المادية ، فإن الرجل يعتمد على زوجته في الاعتناء بكافة تفاصيل حياته البد