ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت

إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة متطورة كليا اليوم. في ظل هذا الواقع، برز نمط حياة جديد ومريح يتم فيه استهلاك الأغذية الدهنية بوفرة، وتناول الملح بمعدلات عالية وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة بشكل قليل. كل هذه الامور تمثل مضاعفات لنمط الحياة الحديث وتؤدي بدورها إلى أمراض مثل السمنة، مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. يعتبر ارتفاع ضغط الدم المسبب الرئيسي الثالث للوفيات في العالم، وهو حالة شائعة تصل فيها قوة تدفق الدم عبر جدران شرايينك إلى مستوى مرتفع بما يكفي للتسبب في نهاية المطاف بمشاكل صحية أكبر، مثل أمراض القلب. كما أن عواقب ارتفاع ضغط الدم، مثل مضاعفات القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى المزمنة والسكتة الدماغية تزداد، لأن ارتفاع ضغط الدم نادراً ما يتم تشخيصه بالشكل الصحيح أو معالجته بالشكل المناسب. أعراض ارتفاع ضغط الدم معظم الناس الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا تبرز لديهم أية علامات أو أعراض، حتى لو وصل ضغط الدم إلى مستويات عالية بشكل خطير. وعلى الرغم من أن عددا قليلا من أن الناس الذين يعانون من أولى مراحل ارتفاع ضغط الدم قد يصابون بآلام صداع خفيفة، أو نوبات دوار أو حالات متكررة أكثر من المعتاد من حالات النزيف في الأنف، إلا أن هذه العلامات والأعراض عادة لا تحدث حتى يصل ضغط الدم المرتفع إلى مرحلة شديدة، أو حتى مهددة للحياة. لذلك ينبغي السيطرة عليه، ويمكن ذلك من خلال بعض التغييرات على نمط الحياة، والتي من شأنها خفض ضغط الدم وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهذه التغيرات هي: 1. خسارة الوزن الزائد ومراقبة محيط الخصر يرتفع ضغط الدم في كثير من الأحيان مع زيادة الوزن. إن فقدان 10 أرطال (4.5 كيلوغرام) يساعد على تخفيض مستوى ضغط الدم. كما أن فقدان الوزن يزيد من فعالية أدوية ضغط الدم التي تتناولها. يمكن لطبيبك تحديد الوزن الذي يجدر بك الوصول إليه وتقديم النصح حول أفضل وسيلة لتحقيق ذلك. كذلك، إن مراقبة محيط الخصر الخاص بك أمر مهم كفقدان الوزن. إن وجود الكثير من الوزن حول الخصر يمكن أن يزيد من خطورة إصابتك بارتفاع ضغط الدم. بشكل عام: يكون الرجال في خطر إذا تخطى قياس الخصر لديهم الـ40 بوصة (102 سم). تكون النساء في خطر إذا تخطى قياس الخصر لديهن الـ35 بوصة (89 سم). يكون الرجال الآسيويون في خطر إذا تخطى قياس الخصر لديهم الـ36 بوصة (91 سم). تكون النساء الآسيويات في خطر إذا تخطى قياس الخصر لديهن الـ32 بوصة (81 سم). 2. ممارسة الرياضة بانتظام يمكن لممارسة النشاط البدني بانتظام - من 30 إلى 60 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع - أن تخفض ضغط الدم لديك بنسبة 4 إلى 9 ملليمتر من الزئبق. تحدث مع طبيبك لوضع برنامج رياضي لك. يستطيع طبيبك أن يساعدك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى أي وضع قيود أثناء ممارسة الرياضة. حتى ممارسة الرياضة بشكل معتدل لمدة 10 دقائق، مثل المشي وتمرين العضلات الخفيف، قد تكون فعالة. 3. إتباع نظام غذائي صحي إن اتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والخالية من الدهون المشبعة والكوليسترول قد يساهم بخفض ضغط الدم بنسبة تصل إلى 14 ملم من الزئبق. ويعرف هذا النظام الغذائي باسم "المنطلقات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم". ليس من السهل تغيير عادات تناول الطعام الخاصة بك، ولكن من خلال هذه النصائح، يمكنك اعتماد نظام غذائي صحي: إحتفظ بمذكرة عن نظامك الغذائي. إن تدوين ما تأكله، حتى لو لأسبوع واحد فقط، قد يسلط الضوء على عادات الأكل الفعلية الخاصة بك. راقب نوعية ما تأكله، والكمية التي تتناولها والزمان وسبب تناولك للطعام. حاول تناول كمية أكبر من البوتاسيوم. يمكن للبوتاسيوم أن يقلل من آثار الصوديوم على ضغط الدم. إن أفضل مصادر البوتاسيوم هي الفواكه والخضروات، بدلا من المكملات الغذائية. إستشر طبيبك حول مستوى البوتاسيوم الأنسب بالنسبة لك. تسوّق بذكاء. ضع قائمة للتسوق قبل التوجه إلى السوبر ماركت لتجنب شراء الوجبات السريعة. اقرأ الملصقات الغذائية عند التسوق وثابر على النظام الغذائي الصحي الخاص بك عندما تتناول الطعام خارج المنزل أيضاً. أعط نفسك قسطاً من الحرية. على الرغم من أن النظام الغذائي الذي يعرف باسم «المنطلقات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم» هو دليل غذائي لمدى الحياة، هذا لا يعني أن تحرم نفسك من تناول جميع الأطعمة التي تحبها. لا بأس إذا سمحت لنفسك أحياناً بتناول الأطعمة غير المدرجة في قائمة حمية «المنطلقات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم»، مثل الحلوى أو البطاطا المهروسة مع المرق. 4. التقليل من كمية الصوديوم في النظام الغذائي الخاص بك إن تخفيض حتى كمية صغيرة من الصوديوم في النظام الغذائي الخاص بك يمكن أن يقلل من ضغط الدم بمعدل 2 إلى 8 ملم من الزئبق. ينصح بالحد من كمية الصوديوم التي تتناولها إلى 2300 ملليغرام يومياً أو أقل. 5. التقليل من كمية الكحول التي تشربها يمكن للكحول أن ترفع مستوى ضغط الدم بعدة نقاط إذا تم تناولها بكميات كبيرة. كما يمكن أن تحد من فعالية الأدوية المعالجة لضغط الدم العالي. 6. تجنب منتجات التبغ والتدخين السلبي من بين أبرز مخاطر التدخين الأخرى، يمكن للنيكوتين الموجود في منتجات التبغ أن يرفع مستوى ضغط الدم بنسبة 10 ملم من الزئبق أو أكثر خلال مدة تصل إلى ساعة بعد التدخين. إن التدخين طوال اليوم يعني أن ضغط الدم الخاص بك قد يبقى عالياً باستمرار. كما أن التدخين السلبي قد يعرضك أيضاً لمشاكل صحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. 7. التقليل من نسبة الكافيين ما زال الدور الذي يلعبه الكافيين في ضغط الدم موضع نقاش. إن احتساء المشروبات التي تحتوي على الكافيين قد يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان التأثير مؤقتاً أو طويل الأمد. 8. التقليل من الإجهاد الإجهاد أو القلق يمكن أن يرفعا مستوى ضغط الدم مؤقتاً. فكر قليلاً في ما يشعرك بالإجهاد، مثل العمل، أو الأسرة، أو الشؤون المالية أو المرض. إن الحياة الحضرية التي نعيشها جميعاً لا تخلو من الإجهاد، ولكن يمكن للمرء على الأقل أن يتعلم التعامل معها بطريقة صحية. خذ قسطاً من الراحة للقيام بتمارين التنفس العميق. قم بجلسات تدليك أو تمارين اليوغا أو التأمل. 9. مراقبة ضغط الدم في المنزل وزيارة الطبيب بشكل منتظم إذا كنت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، قد تحتاج لمراقبة ضغط الدم في المنزل. إستشر طبيبك حول مراقبة مستوى ضغط الدم في المنزل قبل الشروع بذلك. كما أنه من المحتمل أن تصبح زيارة طبيبك بشكل منتظم جزءاً من روتينك العادي لمراقبة ضغط الدم أيضاً. 10. الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء يمكن أن يساهم دعم العائلة والأصدقاء بتحسين صحتك. فبإمكانهم تشجيعك للعناية بنفسك، أو اصطحابك لعيادة الطبيب أو إتباع برنامج رياضي معك للحفاظ على ضغط الدم المنخفض. شارك عائلتك وأصدقائك مخاطر ارتفاع ضغط الدم. تقرير للدكتور أتول أوديكار، المدير الطبي، عيادات أي كير [email protected]