كيف عامل "شباب مكة" معتمرة أميركية مصابة بالسرطان؟

قدم المئات من شباب مكة نموذجاً مشرفاً حين تخلوا عن أجازاتهم السنوية وضحوا بوقت الراحة والاستجمام من أجل خدمة ضيوف الرحمن من خلال مشروع "تعظيم البلد الحرام" منذ أول أيام شهر رمضان المبارك، بتقديمهم الخدمات التطوعية المتنوعة لضيوف الرحمن.
 
إحدى هذه الخدمات الجليلة التي قدمها الشباب ما حدث مع معتمرة تدعى لوري لاكس، من الولايات المتحدة الأميركية، تبلغ من العمر 70 عاماً، ومصابة بسرطان في الدماغ. 
 
وفي التفاصيل التي حدثت مع المعتمرة لوري، أنها شعرت بسرور بالغ وسعادة غامرة، وأجهشت بالبكاء عندما شاهدت الكعبة المشرفة لأول مرة في حياتها، ولم تتمالك نفسها وهي تقف أمام الكعبة شاكرة الله سبحانه وتعالى على أن منّ عليها بزيارة المسجد الحرام والطواف حول الكعبة المشرفة قبل أن يوافيها الأجل.
 
وأوضحت المعتمرة أن الله منَ عليها هذا العام بأداء مناسك العمرة بعد إصابتها بسرطان في الدماغ الذي سبب لها الكثير من المتاعب الصحية والجسدية مع صعوبة في الحركة ومع ذلك لم يمنعها المرض من زيارة بيته العتيق ومشاهدة الكعبة المشرفة لأول مرة في حياتها.
 
وأشارت المعتمرة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، إلى أنها كانت محط عناية ورعاية من الجميع وبخاصة من شباب مكة المكرمة الذين غمروها بحبهم وعطفهم وعنايتهم الفائقة ومرافقتها من الفندق إلى المسجد الحرام ومساعدتها في أداء مناسك العمرة، مؤكدة أن ما وجدته من التفاف كامل حولها وما قدم لها من اهتمام بالغ رسم في ذهنها صورة حسنة ومتكاملة عن الإنسان السعودي المسلم وما يتمتع به شعب هذه البلاد الطاهرة من حسن الأخلاق والتعامل الراقي مع الزائر والمعتمر المستمد من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، داعية الله عز وجل أن يجزي حكومة وشعب المملكة خير الجزاء على ما يقدمونه من عناية ورعاية بقاصدي بيت الله الحرام وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادتها الرشيدة، كما أعربت لاكس عن اعتزازها بما شاهدته من خدمات وإمكانات وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية للزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك .
 
وعن ذلك، أوضح مدير مكتب الضمان الاجتماعي بمكة المكرمة، عبدالله بن فديع الروقي، أنه ما أن علم بوجود هذه السيدة وأنها تعاني من مرض السرطان وصعوبة في الحركة حتى تواصل على الفور مع القائمين على برنامج تعظيم البلد الحرام الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، والذين تجاوبوا على وجه السرعة وتوجهوا إلى مقر سكنها في حي العزيزية وتعاملوا معها وقدموا المساعدة لها .
 
من جانبه، أوضح مدير نشاط الطائفين في برنامج" شباب مكة" في خدمتك، صالح بن عثمان النجدي، أنه عند تلقيه خبر هذه المعتمرة تم على الفور إرسال أفراد من شباب مكة المكرمة الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية إلى مقر الفندق الذي تسكن فيه حيث أخذوها من سكنها إلى بيت الله الحرام، وتم نقلها بعربة متحركة إلى داخله ومساعدتها على أداء الطواف والسعي ومن ثم إعادتها إلى سكنها وتقديم كل ما تحتاجه وسط دعاءها لهم، وحمد الله تعالى على تسخيره لهذه الفئة من شباب مكة المكرمة لخدمتها ومساعدتها، مؤكدا أن برنامج "شباب مكة في خدمتك" يعد من البرامج الذي ينفذه تعظيم البلد الحرام لخدمة قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن.