هل ستواجه السعوديات "عقبات" في انتخابات المجالس البلدية؟

إقترب موعد السعوديات مع الانجاز التاريخي الجديد بدخولهن كـ "ناخبات ومرشحات" في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة المقررة في أغسطس المقبل، للمرة الأولى في تاريخ السعودية، وذلك بعد صدور قرار بهذا الشأن يسمح لأي امرأة سعودية ترى في نفسها القدرة على خدمة المجتمع والنهوض بالخدمات البلدية بترشيح نفسها لنيل عضوية المجالس البلدية وفق الضوابط الشرعية.
 
وفي الوقت الذي تترقب فيه السعوديات هذا الموعد الفريد والنادر في تاريخهن، تتنوع آراء ومشاعر تزدحم فيها الآمال والمخاوف، من قبل العديد من النشطاء والناشطات في المجتمع السعودي.
 
لا شك أن الناشطات السعوديات من أوائل المتحمسات لتلك المشاركة، حيث اعتبرت الكثيرات منهن تلك الخطوة "فرصة نبيلة لخدمة المجتمع، وتأكيدا لجدارة المرأة السعودية"، ولكن هذا الحماس لا ينفي وجود مخاوف أخرى لدى أخريات يرين أنها تتعلق بـ"ذكورية" المجتمع ونمطية ثقافته التي تغلب عليها العادات والتقاليد.
 
أشارت إلى ذلك سيدة الأعمال والناشطة الاجتماعية حنان الدهام، مبينة أن المجتمع ذكوري، لم يتعود أن تناصفه المرأة كراسي الشرف في خدمة الوطن، وربما تواجه المرأة بعدم قبول الأعضاء أو محاولة إقصاء الرأي الآخر، ولكنها أبدت تفاؤلا بنجاح التجربة، لاسيما أن وزارة الشؤون البلدية والقروية حريصة على نجاح الدورة الثالثة للانتخابات بالمشاركة النسائية. وبينت الدهام إنها من أولى المرشحات للانتخابات في المنطقة الشرقية، وترى أن المرأة التي تقدم نفسها كمرشحة يجب أن تملك القدرة على العطاء.
 
أما الكاتبة والناشطة الحقوقية سكينة المشيخص، فتوقعت أن تتحمس الكثيرات للترشح، معتبرة الأمر فرصة مثالية، ولن يكون مستغربا إذا فازت المرأة برئاسة المجلس البلدي، وصرحت إلى إحدى الصحف المحلية بقولها "إن أي تجربة في بدايتها ستكون صعبة، ولن نسرف في التفاؤل بالفوز، ولكننا نتفاءل بتغيير أفضل لصالح المجتمع، وإن خسرت في البداية فالعبرة بالخواتيم".
 
واستبعدت المشيخص أن تكون العقبات إجرائية لأن الحكومة التي أقرت ذلك تشجعه وتدعمه، وربما يكون لحداثة التجربة دور سلبي في المكاسب المتوقعة، ولكن سيكون ذلك استكشاف واستهلال لطريق طويل ستسير فيه المرأة حتى نهايته من أجل نهضة وتطور مجتمعها ووطنها.
 
وأكدت هتون الفاسي، المنسقة العامة لحملة "بلدي" المعنية بالورش التدريبية وتعزيز المشاركة الاجتماعية للمرأة السعودية، أن الذي نسعى إليه هو دخول النساء بالمجالس البلدية على مستويين، الأول هو الترشيح أما الثاني فهو التعيين، والترشيح يعني الدخول في الانتخابات وتقديم برنامج انتخابي والخوض في العملية الانتخابية واقناع المرشحات وتبني قضية اجتماعية والتبحر فيها، أما التعيين فهو مرتبط بالوزارة. 
 
ويرى عضو مجلس الشورى السعودي، عيسى الغيث، أن هذه الانتخابات ليست مجرد انتخابات بلدية، بل هي حراك اجتماعي له أثر إيجابي كبير يعطي انطباعا عن المجتمع في درجات ممانعاته وتطوره الفكري عاما بعد عام.
 
وعن طبيعة العقبات التي ستواجه السيدات في تجربتهن الأولى، أشار الغيث بأنه ستكون هناك ممانعات ومناوشات من بعض المتشددين، خصوصا عند ظهور المرشحات وتقديم برامجهن، وعقبات أخرى تتمثل في صعوبة تقديم برامجهن والتقائهن الناخبين من الجنسين، وتوقع نجاح عدد قليل جدا من النساء في تلك الانتخابات، مستشهدا في ذلك بحال دول خليجية مجاورة مشابهة في العادات والتقاليد وأقدم تاريخا في ممارسة الانتخابات.
 
ودعا الغيث إلى أن تكون للمرأة في المجالس البلدية "كوتا" معينة، حيث لا يقل عدد المنتخبات في المجلس عن نسبة معينة مثل ما هو موجود في مجلس الشورى، وحتى لا تضيع أصوات النساء مع الرجال، ويحرمن من دخول المجلس.