هل ستصل الحرارة إلى70 درجة مئوية برمضان في السعودية؟

أثار خبر تم نشره عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن وصول درجة الحرارة المباشرة في المملكة العربية السعودية إلى 70  درجة مئوية قبل حلول شهر رمضان، زوبعة كبيرة من القلق والمخاوف في أوساط المجتمع السعودي.
 
وتم نسب الخبر كتصريح من قبل الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، ولكن الحقيقة أن هذا الخبر غير صحيح! 
 
وعلق الباحث الفلكي الزعاق على حقيقة هذه التصريحات التي زعمت وصول درجة الحرارة المباشرة في المملكة إلى 70  درجة مئوية قبل حلول شهر رمضان، فأكد في حديثه لـ"mbc.net" إنه لا صحة لما نسب بأن درجة الحرارة المباشرة ستصل إلى 70  درجة مئوية، لافتاً إلى أن درجات الحرارة تنقسم إلى قسمين، "الضلية" وتلامس 50  درجة في كل سنة وهي درجة طبيعية، و"المباشرة" لا تزيد عن50  درجة مئوية وهي تحصل 3 مرات فقط كل11  سنة.
 
وأشار الزعاق إلى أن درجة الحرارة المحسوسة التي يشعر بها الجسم تتجاوز 55  درجة مئوية، وتختلف من منطقة إلى منطقة أخرى، بمعنى أن المدن المزدحمة والمكتظة بالسكان يكون إحساس الأجساد فيها مرتفعاً عن مناطق القرى والمناطق الزراعية، علماً أن درجة الحرارة المقاسة تكون واحدة، لكن المحسوسة التي تحسها الأجسام تختلف بحسب كثافة السكان، حيث أنه كلما زاد السكان زادت عدد الأنفس، وكلما زادت عدد الأنفس زادت نسبة الرطوبة، الأمر الذي يجعل الجسم يشعر بزيادة درجات الحرارة. 
 
وحول الخبر الذي أعلنته السلطات الهندية عن وفاة 500  شخص نتيجة تعرضهم لضربات أشعة الشمس بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى35  درجة مئوية فقط، أوضح الزعاق أن درجات الحرارة تصل لدينا إلى 50 ، ومع هذا لم يهلك شخص واحد، والسبب هو أن ارتفاع درجات الحرارة في الهند الآن يتزامن مع ارتفاع نسبة الرطوبة، وإذا ارتفعت نسبة الرطوبة مع ارتفاع درجات الحرارة، يصبح الطقس قاتلاً، لأن الرطوبة تعمل على خنق الأنفاس، ولهذا تصاب الأجسام هناك باختناق داخلي فيموت العديد جراء ذلك.
 
وبين الزعاق أن الوضع في السعودية يختلف، حيث ترتفع نسبة الرطوبة عند الجفاف، ففي المناطق الساحلية لا ترتفع نسبة الرطوبة إلا في حال الجفاف، الأمر الذي لا يؤدي إلى اختناقات داخلية، إضافة إلى أن المملكة لا تحيط بها بحار إلا من خلال العرف الجغرافي، إنما في الحقيقة البحار التي تحيط بها تعتبر أزقة ضيقة جداً، تتمثل بالبحر الأحمر، والخليج العربي ومن الناحية المنطقية هي لا تضاهي البحار العالمية، لذلك إن نسبة الرطوبة التي تصدرها هي قليلة جداً.