إبداعات أنامل السعوديات في حياكة "السدو"

يعتبر "السدو" من الصناعات الحرفية الهامة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإبل وصوف الماعز والأغنام كون صوفها هو المادة الأساسية التي يصنع منها، وتُبرز هذه الحرفة جانباً من التراث السعودي وأسلوب الحياة الذي يستمد من الماضي العتيق.
 
وأتاح مهرجان "الكليجا" السابع التي تقام فعالياته بمركز الملك خالد الحضاري ببريدة، الفرصة أمام الحرفيات للمشاركة واطلاع الزوار على مشغولاتهن من الحرف اليدوية القديمة، بمحافظتهن على الحرف اليدوية المتوارثة، ونجحت إبداعات اناملهن من مشغولات "السدو" في لفت أنظار جميع زائري المهرجان.
 
وتعتبر صناعة "السدو" من أعرق الصناعات التقليدية في شبه الجزيرة العربية، والتي مازالت صامدة أمام هجوم التطور وتصارع من أجل البقاء، وما زال لها من يحميها ويعمل على أن تبقى دائما في الطليعة رغم كل الظروف والمتغيرات.
 
وفي وقت مضى كانت النساء تصنع بيوت الشعر للسكنى والسجاد للفراش والغطاء، والخروج والمزاهب للخيل والهجن، ومع قدوم النهضة الحديثة واستيطان البادية وارتفاع مستوى المعيشة بشكل عام في ربوع البلاد، تلاشت الحاجة لهذه الصناعة وتضاءلت الضرورة لوجودها، إلا أن الحرفيات المبدعات في حرفة "السدو"، لازلن قادرات على جذب الزبائن عشاق التراث، حيث يحكن الصوف ويحولنه بأناملهن لخيوط يعملن من خلالها استخدامات متعددة كالخيام والبسط والمفارش وللزينة وغيرها من الاستخدامات، وكذلك المشغولات اليدوية ذات الأحجام المتعددة، حيث يستخدم الصوف ويصبغ على شكل خيوط عمودية تمد على أوتاد باستخدام آلات خاصة.
 
وبعدها يتم "السدو" بواسطة خيوط الصوف الملونة والممتدة على المنسجة وتربط بأربعة أوتار على شكل مستطيل، ليصنعن من ذلك مشغولات متعددة حسب رغبات وطلبات عشاق التراث.