إلى أي مدى أثرت وسائل التواصل على اللغة العربية؟

رغم أن للثورة التكنولوجية فوائد جمة، غير أن ذلك لا يخفي أضرارها، ولعل أهمها ما يتعلق بتهديد اللغة العربية، حيث بات تواصل معظم الشباب الناشئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصالات الحديثة يجري عبر لغة "هجينة" يطلق عليها "العربيزي"، وحتى مستخدمو اللغة العربية لا يكترثون لصحتها وقواعدها. 

 
فقد كشفت دراسة أجرتها الطالبة في جامعة الملك خالد، ظافرة الأحمري، أن 52% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يرون أن هذه الوسائل أثرت بشكل سلبي على لغتهم العربية.
 
جاءت الدراسة بعنوان "اللغة العربية وأثرها وتأثيرها في وسائل التواصل الاجتماعي"، وشارك فيها 460 من مستخدمي وسائل التواصل الحديثة تراوحت أعمارهم من 16 سنة إلى 45 سنة، وكشفت عن إهمال في الكتابة باللغة العربية الصحيحة في وسائل التواصل الحديثة حتى من قبل الذين تلقوا تعليماً جيداً، ومن الملمِّين بقواعد وإملاء اللغة العربية الصحيحة.
 
وعلقت الطالبة الأحمري على الدراسة بقولها: "إن البرامج والتطبيقات تتيح لمستخدميها أن يكونوا على تواصل بشكل دائم ومستمر مع أصدقائهم ومتابعيهم، إلا أنها أثَّرت على عدة جوانب في حياتنا، فقد ركزت في البحث على الجوانب السلبية وأثرت تأثيراً بالغاً على اللغة العربية من قبل مستخدمي تلك الوسائل الحديثة".
 
وأشارت الدراسة إلى أن أهم وأبرز ما يقع فيه المستخدمون من أخطاء يكمن في الاختصارات غير المفيدة للكلمات، أو إدخال حروف الجر في الكلمات مع تكرار حروف المد في الكلمة دون فائدة، أو كتابة الكلمات والجمل دون مسافة بينها نظراً لقلة مساحة الأحرف المسموح بها في بعض التطبيقات، كذلك بعض أساليب الكتابة في وسائل التواصل مما يسمى "العربيزي" وهو كتابة الكلمات العربية بأحرف إنكليزية، أو العكس، وهذا الأسلوب يؤثر سلباً على مهارات اللغتين لدى المستخدم.
 
وأكدت أن هذه الأخطاء كان لها عدد من المسببات، ومن أهمها استخدام عدة برامج أو صفحات تواصل اجتماعي في نفس الوقت، ما يجعل المستخدم يقوم بكتابة سريعة ومختصرة للإلمام بكل ما يعمل عليه من برامج دون الاكتراث بالإملاء أو الكتابة الصحيحة، وكذلك عدم الاهتمام بالكتابة الصحيحة كون هذه الكتابة ليست رسمية أو ذات أهمية، كما أن من الأسباب عدم الحرص على تصحيح الخطأ في حال وقوعه، أو التصحيح للآخرين دون سخرية، وتكمن المشكلة في أن هذه الأخطاء أصبحت اعتيادية ومتداولة بشكل كبير بين المستخدمين.
 
يُذكر بأن العديد من الدراسات قد أشارت إلى الآثار السيئة لاستخدام لغة "العربيزي" بين الشباب والفتيات، ومدى تأثيرها على اللغة العربية الصحيحة، وتعد "العربيزي" لغة هجينة بين العربية والإنكليزية، وهي غير محددة القواعد، استحدثت منذ أعوام، على يد بعض الشباب العربي للتواصل عبر الدردشة على الإنترنت باللغة العربية أو بلهجاتها، وتنطق هذه اللغة بالعربية، إلا أن الحروف المستخدمة في الكتابة هي الحروف والأرقام اللاتينية بطريقة تشبه الشيفرة.