إبداعات الأنامل السعودية أبهرت زوار "منتجون"

يشهد معرض "منتجون" الذي انطلق في نسخته الثانية بالعاصمة السعودية، حضوراً كثيفاً من قبل الزوار خلال أيامه الأولى مما ساهم بقوه في دعم المستثمرات من المنزل والتعريف بمنتجاتهن وتسويقها على أعداد كبيرة، ودل هذا الحضور الكثيف أن المعرض بات منصة تسويقية قوية تدفع المشاركات فيه إلى تنمية أعمالهن والتواصل المباشر مع الزوار، مما سيسهم في تطوير منتجاتهن. 
إشتملت أجنحة المعرض التي يبلغ عددها 550 جناحاً، والتي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية في الرياض ممثلة بمركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة ومركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، على أقسام متنوعة مثل الفنون التشكيلية، الديكور والتصميم الداخلي، المأكولات، التجميل، الضيافة، الحفلات، أزياء، إكسسوارات، كروشيه، حرف يدوية، عطور، تصوير، شعبيات، مطبوعات، وغيرها.
 
وأثبتت هذه الأجنحة أن المرأة السعودية قادرة على الإنتاج والإبداع الفكري والتصنيعي، حيث أبهرت زائري وزائرات المعرض، ومن أبرز هذه الأجنحة:
 
التغلب على الإعاقة البصرية
تجتمع ثلاث فتيات تجمعهن الإعاقة البصرية، في ركن من أركان المعرض، حيث تجاوَزْنَ هذه الإعاقة، بل وتفوقن على المبصرين، ليقدمن دروساً في قوة الإرادة والتغلُّب على المصاعب.
 
الأولى منهن نورة حمود، فنانة تشكيلية في العشرين من عمرها، وهي كفيفة ومريضة بالسرطان، لكنها لم تستسلم للإعاقة ولا للمرض، بل مضت في مشوارها بكل عزيمة وإصرار، حيث تشارك بلوحات أوقفت كل من يمر في اتجاه ركنها، وتستقبل زوارها بكل أريحية وتشرح لهم لوحاتها وطريقة رسمها، علماً بأنها تحفر على الخشب والزجاج، وقد لفتت الأنظار بلوحات تهافَتَ كثيرون من أجل شرائها لجمالها الملفت للنظر.
 
وبجانبها برزت فتاتين صغيرتين وهما "ود المطيري" و"غادة الجديد"، تطبعان على آلة برايل كروت التهاني وغيرها، وباحترافية عالية، وكذلك ترسمان لوحات جميلة، أيضاً باستخدام برايل، ولم يقتصر نشاطهن على هذا الحد، بل لهن مشغولات يدوية "أساور" مشغولة بطريقة جذبت إليهن الزبائن.
 
تصميم المجوهرات
تخصصت تغريد عبدالله العمودي صاحبة جناح Oro Grabado  والتي اختارته اسماً إسبانياً يعني "منقوش الذهب"، في مجال الفنون بشكل عام وفي تصميم المجوهرات بشكل خاص، وتقدم العمودي من خلال جناحها تشكيلة رائعة من الفضة والأحجار الكريمة والأحجار التي تصنعها يدوياً، وتستوحي تصاميمها من الحضارات القديمة، كما يتميز جناحها بالعديد من الكتابات والأشعار التي تميزها وتؤكد شغفها الفني.
 
وبرز كذلك جناح يتضمن إبداع المصممة السعودية رانيا محمد سراج، في المزج بين الفضة بأحياء من الطبيعة المتمثلة في أجنحة الفراشات الحقيقية وأوراق الأشجار والأصداف وكذلك أحرف عربية لبدايات بعض السور القرآنية لتصنع يدويا مقتنيات ثمينة باسم جمال الأرضTERRA ECLAT ، حيث تقتني سراج منتجات الفراشات من جمعية أمريكا الجنوبية لأنقاض الغابات الاستوائية، ومن أفريقيا الأحجار الكريمة والحفريات كأنياب القرش والفيلة.
 
وأبدعت المصممة مها علي الزهراني، في تصميم السبح النسائية والخواتم والقلائد والخلاخل بالأحجار الكريمة التي تعلمتها من والدتها، لتقدم تشكيلة متنوعة بتصاميمها وبألوان عديدة تناسب جميع الفئات للشابات والكبيرات في السن .
 
العطور والبخور
أما عشاق العطور والبخور فيتوجهون إلى جناح المشاركة أم الكمال، التي تخصصت في تركيب العطور وعمل المعمول والبخور الدوسري والخمريات للجسم والشعر، وكذلك مستلزمات تجهيز العرائس وما تحتاجه من خلطات وعطور ورشوش، حيث ورثت هذا المجال من جدتها ووالدتها، وتقوم بتركيب خلطاتها بنفسها من عطورات هندية وشرقية وتعبئتها بعلب خاصة مميزة تلفت الانتباه بجميع الأحجام والأسعار لتناسب الجميع.  
 
فن الكورشيه
تعرض المصممة أم جابر الأنصاري، في جناحها عن فن "الكوروشيه" أعمالا يدوية من الصوف المستوحاة من التراث مع المزج بتصاميم حديثة كهدايا المواليد وتلبيسات أكواب الشاي والقهوة وعلب المناديل. 
 
يُذكر أن افتتاح معرض "منتجون" حظي بحضور إعلامي لافت من الوكالات العالمية والتي حرصت على توثيق الكثير من القصص لعصامية المرأة السعودية وقدرتها على تخطي الحواجز ومنافسة كبرى الشركات في السوق السعودي باستخدام التسويق الالكتروني لمنتجاتها التي تصنعها في بيتها، كما أن المعرض يحظى بحضور وزيارة كبار المسئولين في الجهات الحكومية والقطاع الخاص.