طالبتان سعوديتان تحاربان "النسيان" بابتكارات جديدة

تعد ظاهرة "النسيان" احدى الظواهر الطبيعية التي تنتشر بيننا، ولكن حين يتدخل "النسيان" في يومياتنا ويؤثر سلباً على تفاصيل حياتنا كأن ننسى تناول الأدوية أو مواعيد الأطباء أو ننسى أين وضعنا أدواتنا الخاصة فنحن أمام مشكلة فعلية وعلينا البحث عن الحلول المناسبة لها. 
 
عنيت طالبتين سعوديتين بايجاد حلول لهذه المشكلة من خلال ابتكارات جديدة مذهلة: 
 
"ساعة يد" لملف طبي متكامل
صاحبة هذا الابتكار الطالبة رهف عبدالمحسن نحيطر الشمري من متوسطة وثانوية رأس مشعاب التابعة لمحافظة الخفجي، دفعها مرض والدها ومعاناته مع الضغط والسكري وكثرة نسيان الأدوية والمواعيد للبحث عن حل لمشكلته، فتمكنت من ابتكار ساعة يد تحوي عدة قوائم بمنزلة الملف الطبي المتكامل.
 
وأوضحت الشمري إن ما دفعها للابتكار بالإضافة إلى مرض والدها، مشاهدتها بعض المواقف من مرضى وجدوا صعوبة في الحصول على الملف المرضي بالانتقال من مستشفى إلى آخر.
 
وبينت أن الابتكار عبارة عن ساعة يد تحوي عدة قوائم بمنزلة الملف الطبي المتكامل، حيث تضم القائمة الأولى اسم المريض والمستشفى الذي يتعالج فيه وموعد زيارة الطبيب وفصيلة دمه ورقم الجوال، أما الثانية فتحوي أمراض المريض مثل "الضغط والسكر وفقر الدم والقلب وغيرها"، فيما تحوي القائمة الثالثة ناطقاً ومنبهاً لتنبيه المريض وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة، وضوءاً لافتاً لهم، ونظام تتبع الموقع لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة يرتبط بالأقمار الصناعية، وكذلك جهازاً محمولاً لذويه مثل الجوال وقائمة التبرع بالأعضاء وساعة ثابتة للوقت وتكون الساعة إلكترونية يسهل من خلالها تعبئة بيانات المريض، إضافة إلى أنه ضد الماء والكسر، ويحتوي على حافظة دواء مثبتة في الساعة.
 
وأكدت الشمري أن الابتكار سيسهل على الأصحاء متابعة ذويهم ومعرفة أوقات الدواء وسهولة التعرف على المريض وتاريخه المرضي حال فقده أو حصول أي مكروه له. 
 
وأشارت الطالبة الشمري إلى أن أسرتها هي الداعم الحقيقي لها، بالإضافة إلى مدرستها ومعلمتها نوف صالح الصرعاوي، ولقد تمكنت من النجاح في ابتكارها على الرغم من أنها قد واجهت مشكلة كبيرة هي افتقاد الخفجي لمحلات برمجة متخصصة، ما جعلها تتكبد عناء السفر للمدن المتقدمة للبحث عن متخصصين.
 
وتتطلع رهف إلى أن ترى ابتكارها على أرض الواقع ليخدم فئات المجتمع، وأن تتمكن إحدى الشركات الطبية من تبنيه، إلى جانب التحاقها بجامعة مرموقة تساعدها على تنمية موهبتها وابتكاراتها كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
 
"شرائح إلكترونية" لإيجاد المفقودات
صاحبة هذا الابتكار الطالبة الثانوية الأحسائية عقيلة الباقر، ولقد نجحت في ابتكار شرائح إلكترونية مبرمجة للوصول لمكان الأغراض المفقودة، ولهذا الابتكار فائدة كبيرة لمرضى الزهايمر والمعاقين ورجال الأعمال في مساعدتهم في الاستدلال على مفقوداتهم.
 
وأوضحت الباقر أن اختراعها عبارة عن شرائح إلكترونية صغيرة الحجم ومبرمجة على الصوت والإنارة، أو التصفيق توضع على الأشياء سواء كان مفتاحاً، أو دفتراً، أو ملفاً، أو جهازاً، بحيث إنه في حالة فقد الأشياء يتم معرفة مكانها بالنداء أو بالتصفيق أو بالتصفير ومن خلال هذه العملية تتم إنارة الشريحة وصدور الصوت من الشيء الموضوع عليه، ومعرفة مكانه دون عناء، أو عن طريق برمجة الشريحة على الجهاز، بحيث يتم التعرف عليه من خلال نظام الجي بي أس. 
 
وأشارت الباقر إلى أن كثيراً من الناس يعانون من النسيان، كما أن كبار السن يعانون من مرض الزهايمر، وذوي الاحتياجات الخاصة لا يقدرون على الوصول إلى أدواتهم الخاصة كالأعمى، وبالمثل رجال الأعمال الذين يعانون من كثرة المشاغل التي تنسيهم كثيراً من الملفات، وبالتالي يضيعون الوقت في البحث عن المفقود، وفائدة هذا الاختراع مساعدة الأشخاص للحصول على أغراضهم، وتوفير الوقت والجهد للحصول عليها.
 
وبينت الباقر أن الابتكار كان سهلاً عليها ولم تواجه أي صعوبات، وأنها وجدت التشجيع والدعم اللازم من قبل معلمتها في المدرسة، وكذلك أسرتها والدتها وأخواتها. 
 
وأوضحت أن هذا الابتكار قد نال إعجاب واستحسان كثيرين حولها حيث قوبل بالترحيب والإشادة. وأشارت إلى أن هذا لن يكون الاختراع الوحيد بل أنها تنوي استكمال مشوار الاختراعات، خصوصاً أنها تميل للمواد العلمية كالرياضيات والأحياء، وتطمح لأن تصبح دكتورة تعالج كل مريض.