لأول مرة: مهارات التعامل وقيم الحوار في مناهج المملكة

جدة - ولاء حداد
 
أعلن مشرف عام التخطيط والدراسات ورئيس قسم التربية الفنية بوزارة التربية والتعليم د. بادي الشكره إن وزارته تتجه لدمج القيم والمهارات الحياتية وقيم المواطنة والحوار في مناهج المرحلة الثانوية للبنين والبنات النظام الفصلي.
 
وتابع إن وزارة التربية والتعليم تشدد على أهمية تطوير المناهج بصفة مستمرة، لما لها من دور كبير في صقل مهارات الطالب وإعداده على النحو الأمثل والأكفأ، ولذلك نعمل على تشجيع مبادرات الوزارات والأفراد والمؤسسات في تحسين وتطوير وتخطيط المناهج الدراسية.
 
وأضاف: "لقد وردتنا مرئيات من قبل عدد من الوزارات تتعلق بمقترحاتها إزاء القيم والمهارات التي ترى أهمية تضمينها في المناهج وملاءمتها في صقل مواهب ومهارات الطلاب وإمدادهم بالمعارف والمهارات اللازمة، وبناءً على ما وردنا من ملاحظات ومقترحات تقرر تضمين المناهج الدراسية قيما ومفاهيم ومهارات حياتية متعددة منها: قيم المواطنة، وثقافة الحوار، والتسامح، والسلام، والأمن الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية والإنسانية مثل: قبول الآخر، والعمل الجماعي، ونبذ العنف والتطرف، والأمن والسلامة، ومهارات الاقتصاد والادخار، والتعاملات التجارية، والترشيد في استخدام الكهرباء، وما إلى ذلك".
 
وواصل: "لقد وجّه الأمير خالد الفيصل بن عبد  العزيز، وزير التربية والتعليم، بإدخال مادة التربية الفنية للمرحلة الثانوية للبنين والبنات، وقد تم إقرار تطبيقها في مدارس البنات، فيما تم تنفيذ ورش عمل ولقاءات تربوية لصياغة إدراج هذا المقرر في الخطة الدراسية للمرحلة الثانوية لمدارس البنين بالشكل المناسب".
 
وأبان الشكره أن إدراج هذا المقرر ضمن مناهج المرحلة الثانوية من شأنه تلبية وتغذية الجوانب الوجدانية لدى طلاب هذه المرحلة. وقال: "إن إدراج هذه المادة جاء للعناية بالجوانب الوجدانية لدى طلاب المرحلة الثانوية، حيث ظهرت مؤخراً بعض الظواهر التي تجسد لضعف الاهتمام بالجانب الوجداني لديهم، مثل الحالات التي تتسم بالعنف السلوكي كالتفحيط والمشاجرات، وغيرها من سلوكيّات لا تتلاءم مع الأعراف والسلم الاجتماعي. وبرزت هذه الظواهر كنتيجة لفراغ المساحات الوجدانية، وعدم إشباع هذه الجوانب".
 
وقال: "تشكل القيم جزءًا مهماً من التكوين الوجداني والنفسي للمتعلم وقدرته على التكيف والتعامل مع مواقف الحياة الشخصية والاجتماعية، والبُعد الوجداني له أهمية بارزة، حيث إن تكوين المواقف والاتجاهات من خلال القيم التي يكتسبها المتعلم خلال وجوده بالمدرسة لا تقل أهمية عن اكتساب المهارات والمعارف، وتزخر معظم المواد الدراسية أهدافًا ومحتوى، وكذا مناشط التعلم وفعالياته بالعديد من القيم والمضامين الإيجابية التي يفترض أن تتكفل المدرسة بنقلها إلى الطالب وتمكينه من تمثلها عملياً في سلوكه وحياته، وعلى الرغم من هذه الأهمية فإن نواتج التعلم في البُعد الوجداني، وبالأخص في الجانب القيمي ومظاهر التعبير عنه سلوكاً واتجاهاً تعد ضئيلة إذا ما قورنت بالنواتج المعرفية والمهارية".
 
وأشار إلى أنّه جرى جدولة ووضع خطط عمل لجميع التخصصات الدراسية، في إطار تفعيل الخطط الدراسية للنظام الفصلي في المرحلة الثانويّة، وذلك من خلال عقد لقاءات دورية، وورش عمل للخروج بعملية بناء مناهج متكاملة، تخضع لعملية تطوير مستمر مع الأخذ في الاعتبار عدداً من الأمور الهامة منها: مواكبة التطوير للمستجدات والمتغيرات، وتدريب الكوادر المتخصصة بعملية التطوير، ورفع القدرات بالشكل الذي يجعلها قادرة على الإسهام بإيجابية في عملية التطوير.