كيف تواجهين الرفض في حياتك؟

الرفض، كلمةٌ بغيضة نخشى سماعها أو اختبارها في كثير من أمور الحياة. نخشى الرفض في العمل، وفي العلاقات الإجتماعية، وفي العلاقة العاطفية والزوجية، ونخشى أكثر المشاعر التي تمتلكنا عند حصول الرفض من الآخرين.
 
لكن ما الذي يجعلنا نقع فريسة هذا الشعور السلبي؟
من المؤكد أن عدم الثقة بالنفس هي السبب الأول، ففقدان الثقة بالذات والإحتكام لإراء الآخرين وتقييمهم لنا، يجعلنا فريسةً سهلة ولقمةً سائغة للرفض. لذا عليك أن تبدأي ببناء ثقتك بنفسك أولاً تحضيراً لأي نوع من أنواع الرفض الذي سيقابلك مستقبلاً.
 
وماذا يعني أن نُقابل بالرفض؟ هل هي نهاية العالم؟ كلا، إنها فرصتنا لتبيان أخطائنا أو النواقص التي تعترضنا في شخصيتنا ومواقفنا للحصول على الإيجاب والقبول بدلاً من الرفض. إبدأي بالتفكير بجدية في معرفة أخطائك والأمور التي تنقصك للوصول إلى ما تبغين إليه دون المرور بالفشل والرفض.
 
الرغبة في تحسين الذات وتقدمها هي أول السبل التي يجب أن تتخذيها للوصول إلى مبتغاك، فهي التي ستضمن لك النجاح وتفتح أمامك آفاقاً جديدة ومثمرة كل يوم، وهي بالتأكيد التي ستوصلك إلى القبول وليس الرفض.
 
الخوف من الرفض من الآخرين يجعلنا دوماً في مرحلة القلق والشك وعدم الرغبة في تقديم أي شيء في الحياة، فلما ندع هذا الشعور يتملكنا؟ إعلمي عزيزتي أن ليس للجميع عيونٌ وردية يرونك بها، بل هناك من يحمل لك المشاعر السلبية ويرفضك حتى لو كنت أنجح الناس. فلا تخافي من رفض الآخرين وأقدمي على ما تحبين وتتمنين بثقة وإصرار، لإن إثبات الذات يجب أن يكون لنفسك أولاً قبل محاولة إرضاء الآخرين. 
 
صحيح أننا نحب سماع الإطراء والمديح من الناس، لكن ما أدرانا إن كان كله حقيقياً وصادقاً؟ فقط ذاتك هي الأكثر شفافية وصدقاً معك، وهي مرآتك الحقيقية والتي لا تكذب أبداً. 
 
كذلك فإن رفض الأخرين وانتقاداتهم لنا لا يعني بالمطلق أننا سيئون، فهذا رأيهم الخاص أما الحقيقة حول أنفسنا وقدراتنا فنحن نعرفها أكثر وأفضل.
 
واعلمي عزيزتي أن الرفض من الآخرين قد لا يكون بسبب عجز أو مشكلة منك، بل قد يكون غيرة وحقداً وحسداً من أشخاص لا يتمنون لك النجاح، يتربصون بك ويسعون لتحطيمك نفسياً كي لا تحقَقي مبتغاك في الحياة. فلا تتوقفي عند رأي الآخرين بك طوال الوقت، واحرصي على انتقاء النقد الجيد والبنَاء الذي سيساعدك في تحسين ذاتك وتطوير قدراتك نحو الأفضل.