مراقبة رسائل الواتس آب ... أو حجبها

الرياض – شروق هشام أكدت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بيان لها، بثته على موقعها الإلكتروني أن بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت مثل سكايب، واتس آب، وفايبر بوضعها الحالي لا تفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية في المملكة العربية السعودية. وأوضحت أنها قد أبلغت مقدمي الخدمة المرخص لهم بضرورة العمل مع الشركات المطورة لتلك التطبيقات على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة. وأوضح الخبير في قطاع الاتصالات الدكتور عبد العزيز الغدير، أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات الأمنية المسؤولة الأخرى واجهت الشركات المشغلة للتطبيقات الاجتماعية بخيارين محددين في الوقت الحالي، إما السماح لها بإمكانية مراقبة تلك البرامج أو الحجب والمنع. هذا البيان الذي يكتنفه الغموض أثار العديد من التساؤلات من قبل مستخدمي هذه التطبيقات بشأن إمكانية المراقبة والاطلاع على محتوى الرسائل المتبادلة أو حجب هذه التطبيقات فعليا. في هذا السياق أوضح المبرمج والمؤلف والمدرب التقني، محمد بدوي، إنه يمكن اطلاع الجهات الأمنية على محتوى الرسائل المتبادلة عبر تطبيقات "واتساب"، لأنها لا ترسل مُشفَّرةً، ولكن هناك تطبيقات تقوم بتشفير هذه الرسائل، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يمكن مراقبة تطبيقات الصوت، لأنها تأتي مُشفَّرَةً وتستخدم تقنية (VOIP). وعن إمكانية حجب هذه التطبيقات، أوضح بدوي أنه يجب الأخذ بالاعتبار أنَّ هذه الخدمات تمرُّ بعدة مراحل، فهناك الشركة المنتجة للتطبيق مثل "واتساب"، والشركة التي توفر التطبيق على متجرها مثلاً "أبل أو غوغل" وهناك المستخدم الذي يحمِّل التطبيق على جهازه، وهناك قناة الاتصال وهي "الإنترنت" التي توفرها شركة الاتصالات، مشيراً إلى أنه يمكن للشركة المنتجة مثلاً أن تحجب التطبيق من أن يظهر في بلد محدد عبر الخصائص التي يوفرها المتجر، وهنا لن يظهر للناس في السعودية مثلاً، ولكن إن قام المستخدم بتغيير المتجر إلى المتجر الأميركي مثلاً فعندها يمكنه أن يقوم بتحميل التطبيق. وأضاف أنه يمكن حجب المتجر، ولكن هذا سيعطل المنتج بشكل كامل، ولن ترضى شركة أبل بذلك، موضحاً أنه يمكن لشركة الاتصالات أن تحجب بعض البروتوكولات مثل (VOIP)، وعندها سيتم تعطيل تطبيقات الصوت مثل سكايب وفايبر، ولكنها ستعطل أيضاً صناعة وتطبيقات كثيرة قائمة، تقوم عليها الشركات من أجل التواصل والاتصالات مع العالم. وأوضح أن أفضل طريقة هي أن يكون هناك اتفاق مع الشركة المُنتجة للتطبيقات، بحيث يمكن عقد اتفاق بتمكين الجهات الأمنية أن تقوم بمراقبة حسابات معينة أو بأي طريقة تتم بينهما، وهذا ما حدث مع شركة بلاك بيري مثلاً عندما طُلب منها أن تقوم بتوفير "سيرفرات" التشفير لتكون داخل المملكة. ولفت الى ان الكثير من الشركات لديها مئات الملايين من المستخدمين حول العالم ونسبة المستخدمين بالسعودية ليست كبيرةً مقارنة بالعالم، ولذا لن تهتم تلك الشركات كثيراً، وإن اهتمت فيمكنها توفير تقنيات داخلية بحيث يمكنها أن تغير عنوان التراسل لأكثر من عنوان وبروتوكول ومنفذ اتصال بديل حتى تجد ما هو متاح لتعمل عن طريقه.