إليزابيث الثانية... تاريخ من الماس

عرض: عمرو رضا لم يكن الاحتفال باليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية مجرد احتفال بثاني أطول ملكة تربعت على عرش المملكة المتحدة بعد جدتها الملكة فيكتوريا فحسب، وإنما اعتراف بقدرتها المدهشة على إبقاء العرش بالأساس والحفاظ على مكانة أقدم الأسر الملكية وسط أحداث جسام مرت بها القارة العجوز طوال القرن الماضي. والاحتفال عبارة عن كتاب شهادة ماسية من داخل أرشيف محفوظات قلعة وندسور بقلم أمينة هذا الأرشيف جين روبرتس التي حظيت بفرصة نادرة للإطلاع على كل تذكارات وصور الملكة إضافة إلى جلسات ممتدة من الحوار مع سيدة حافظت على عرش كاد أن يضيعه الكثير من الرجال. العنوان الأصلي للكتاب :" Queen Elizabeth II: A Diamond Jubilee Souvenir Album " يوحى بأنه مجرد حشد مصور لمجوهرات الملكة "إليزابيث أليكسندرا ماري ويندسور" ومقتنياتها النادرة مع بعض الصور الخاصة التي لم يسبق نشرها، وهذا نصف الحقيقة فقط، فالكتاب الصادر بتصريح رسمي من القصر الملكي ، تتويجا لاحتفالات المملكة المتحدة بالعيد الستين لذكرى جلوس إليزابيث الثانية على العرش يسعى عبر هذه المقتنيات لإعادة كتابة السيرة الذاتية للملكة عبر ربط مدهش بين القيمة المادية لمقتنياتها والذكريات التي لا زالت تثيرها في نفس الملكة. 300 قطعة نادرة من المجوهرات لا تمنح الملكة رصيدا ضخما في عالم الثراء فكل هذه المقتنيات ملك للدولة ويحق للملكة استخدامها فقط، وإنما تؤكد هيمنتها الكاملة على هذه المملكة القلقة وقدرتها على بسط ظلال محبتها على الأطراف الخاضعة لتاجها داخل الجزر التي تكون بريطانيا العظمى مرورا باسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز واستراليا و جبل طارق، جزر فيجي، جزر فوكلاند، نيوزيلندا، جامايكا، بربادوس، البهاما، جرينادا، بابوا غينيا الجديدة، جزر السولومون، توفالو، سانت لوسيا، سانت فنسينت والجرينادينز، أنتيغا وبربودا، بليز، سانت كيتس ونيفيس. من كل بقعة أرض تشرق عليها شمس الملكية ستجد قطعة نفيسة تنضم لمقتنيات الملكة المحفوظة بعناية داخل أرشيف قلعة وندسور. وفي هذا الكتاب لن ترى صورة لمقتنيات لم يعرض أغلبها لعامة الناس من قبل فحسب، وإنما رسوم ملكية أصلية ملونة توثقها وشهادة من الملكة نفسها حول سر اعتزازها بهذه المقتنيات وذكرياتها النادرة معها إضافة إلى صور خاصة تنشر للمرة الأولى تؤرخ حياة الملكة منذ الطفولة وحتى الآن مع العشرات من الوثائق الملكية الخاصة مع تفاصيل تنشر للمرة الأولى عن أحداث كبرى مرت بها الملكة مثل تنازل الملك ادوارد الثامن عن العرش، وذكرياتها عن الحرب العالمية الثانية، وفاة الملك جورج السادس، والأحداث التي ميزت عصرنا الحديث ، بما في ذلك وفاة ديانا، أميرة ويلز، ومع توالى الرسوم والشهادات يمكن أن تستخلص في النهاية سر قدرتها على إبقاء التاج البريطاني حتى الألفية الثالثة. قصة التاج الماسي هنا ستسمع من الملكة شخصيا قصة التاج الماسي الذي بدأ حياته الملكية عام 1821 وخطف الأنظار من تحت القبعة المخملية الخلابة المصنوعة من ريش النعام التي كان يرتديها الملك جورج الرابع، وظل منذ ذلك الحين يزين رؤوس أجيال من الملوك البريطانيين، وهو نفس التاج الذي ترتديه الملكة إليزابيث الثانية في المناسبات الملكية في كثير من الأحيان. وكان التاج في الأصل هدية زواج للأميرة فيكتوريا ماري التي أصبحت فيما بعد الملكة ماري، الملكة الأم، وعندما صيغ لأول مرة عام 1893 رصعت الجزء الأعلى منه حبات من اللؤلؤ، لكن وبطلب من الملكة ماري، تم تغيير اللؤلؤ إلى ماس في عام 1920. ويعتبر المفضل للعديدات ممن تزين به، بمن فيهن الملكة إليزابيث، التي تلقته كهدية عام 1947 بمناسبة زواجها ، ويقال إنه خفيف جدا ويسهل ارتداؤه. ستشاهد أيضا بعض المجوهرات التي ارتدتها الملكة فيكتوريا في يوبيلها الماسي وأعادت الملكة إليزابيث ارتدائها في المناسبة نفسها ، فضلا عن بعض القطع الأقل رسمية والأكثر شخصية والتي تم تعديلها لتتناسب مع بعض اللحظات المختلفة في التاريخ والأذواق المتغيرة و الشخصيات المتنوعة ،فعلى سبيل المثال، وبسبب الحاجة لإخفاء ندبة في رقبة الأميرة الشابة الأنيقة ألكسندر، بدأت في الظهور صيحة جديدة من موضة القلائد التي اتخذت شكل «أطواق الكلاب»، أما الأميرة الشابة_ وقتها_ إليزابيث، الملكة الحالية، فأبدت شغفا كبيرا بالزهور، حيث اتخذ البروش الذي صنعه من أجلها كارتييه عام 1953 شكل الزهرة وفي داخله توجد قطعة الألماس الوردية القادمة من جنوب أفريقيا. وتكشف تعليقات جين روبرتس عن المبالغ المالية الضخمة التي دفعتها الملكات فيكتوريا وماري وألكسندر وإليزابيث ، لصناع المجوهرات مثل كارتييه وجيرارد، فعلى سبيل المثال وصلت كلفة التاج الماسي الذي صممه جيرارد والمستوحى من الكوكوشنيك الروسي إلى 4.400 جنية إسترليني في عام 1888، وهو ما كان مبلغا هائلا في ذلك الوقت. روبرتس تؤكد أيضا أن الملكة لا زالت نشيطة للغاية وتعرف قصة مقتنياتها بدقة ولديها علم كامل بكل التفاصيل التاريخية الملكية المتعلقة بتلك المجوهرات ، ولكنها تعتز بشدة بكل ما حصلت عليه كهدية من زوجها الأمير فيليب دوق ادنبره وتقول: "أنه مفتاح سعادة الملكة". يذكر أن المؤلفة جين روبرتس متخصصة في إعداد الأرشيف الفني للمقتنيات الملكية وزوجها هوج روبرتس هو المستشار الفني للملكة، وقد أعدت من قبل فهارس المجوهرات الملكية وفهارس اللوحات الملكية، وأول كتاب عن الحدائق الملكية ولها مجموعة من الألبومات التذكارية الملكية أشهرها عن الأمير تشارلز وصدر بمناسبة عيد ميلاده.