وصفة "أوشو" اليومية للسعادة

"كل لحظة تُقدّم للمرء في خيارين: فإما ان تكون تعيسة أو مفرحة. الأمر يعود للمرء"، بهذه العبارة يختصر الفيلسوف الهندي "أوشو" نظرته للحياة اليومية.  
 
ويروي لنا أوشو قصة معبرة في هذا الإطار قائلاً: "كان معلّما، ويدعى زوسيا، يُحتضر فسأله تلاميذه "الآن، أخبرنا بالسر. كنا قد راقبناك لمدة خمسين عاما تقريبا، ولم نرك حزينا أبداً، ولا حتى لمجرد لحظة واحدة. وكنا قد سمعنا من آبائنا وأجدادنا أنك كنت في شبابك حزينا وجدياً جداً. فما الذي حدث؟ كيف اصبحت على هذا النحو من البهجة؟"
 
وهنا، يجيب المعلّم "نعم لقد كانوا محقين. فقد كنت حتى الثلاثين من عمري شخصاً حزيناً وجدياً للغاية. وفي صباح يوم ما، فكرت ماذا أفعل؟ لِم أنا حزين وجاد الى هذا الحد؟ لماذا أبدد طاقاتي بالتعاسة؟ لأجرب اليوم ان اكون سعيداً فقط لأجل التغيير. حاولت فكان ما أردت ومنذ ذلك الحين كلما استيقظت صباحا أسال نفسي ماذا ستفعل اليوم؟ هل ستكون حزينا؟ جديا؟ تعيسا أم سعيدا؟ وانا دائما اختار السعادة ومن حينه وانا في نشوة دائمة".
 
أما أوشو فيعلّق على قصة "زوسيا" بالقول: "اوافق هذا الرجل بالكامل، فهو على حق بلا شك: إنها قضية إختيار. لذا في صباح الغد جربها. قد كنت جديّا كفاية أو أنه بإمكانك البدء الآن، لا حاجة للإنتظار للغد، فمن يعلم قد لا يأتي الغد ابدا. اعطي الحياة فرصة وصدقني سوف تحبها". 
 
لذا، عزيزتنا القارئة يدعوك الفيلسوف الهندي لأن تعيشي الحياة لحظة بلحظة بصورة عفوية. ولتكن هذه اللحظة هي كل شيء. فالماضي مُهمَل، منسّي، لأنه مضى، والمستقبل لا يخيف لأنه لم يأتِ بعد. عندها كل ما يتبقى هذه اللحظة الجميلة. ابتهجي في هذه اللحظة، وعيشيها بكاملها في حاضرك. 
 
فما رأيكِ بوصفة "اوشو" نحو تحقيق السعادة اليومية؟ هل أقنعتكِ؟ وهل أنتِ على استعداد لتجربتها؟