متى يجب أن تقولي "كلا"؟

تحتمَ علينا اللباقة الإجتماعية وظروف العمل أن نقبل بأشياء قد لا نستسيغها أو نحبها، فنجد أنفسنا مرغمين على ترداد كلمة "نعم" معظم الوقت حتى وإن كنا غير مقتنعين بهذه الكلمة.
 
فهل يقصينا المجتمع ويبعدنا ويرفضنا إن بادرنا مرةً بقول كلمة "كلا" بدلاً من "نعم"؟ وهل أن الرفض أحياناً لقبول ما لا نرغب به يحمينا من قرارات وخيارات صعبة؟ وهل يمكن أن تتحول كلمة "كلا" إلى جواب مقنع بدلاً من التحول لشيء سلبي ومرفوض؟
 
برأيي، نعم. يمكن لكلمة "كلا" في حال كانت في موقعها الصحيح وبموقف واضح وجلي، أن تخدمنا بدل أن تؤذينا. فترداد كلمة "نعم" طوال الوقت بهدف إرضاء المجتمع ورؤوساء العمل والزملاء وشريك الحياة والأصدقاء وغيرهم، سيجعلنا في حال نكران للذات والعيش في كذبة كبيرة. في حين أن توجيه كلمة "كلا" في وقتها المناسب وبالطريقة الملائمة سيوصل المعنى الصحيح لمشاعرنا وتفكيرنا حيال أي موقف، وبالتالي لن يفقدنا حب واحترام الآخرين بل بالعكس سيعزَزه ويقوَيه.
 
وعليه، يكون السؤال: متى يجب أن تقولي "كلا"؟
الإجابة في التالي:
1. عندما لا يوافقك الموقف أو القرار أو المناسبة، لا بد من تأكيد كلمة "كلا" لأنها ستأخذك إلى المكان الصحيح، بدلاً من تعريضك لسلبيات اتخاذ قرار لست راضيةً عنه.
2. عندما تضعك كلمة "نعم" في موضع الشك والتساؤل من الآخرين، لأنهم سينظرون إليك نظرة شك حول قبولك لكافة الأشياء والمواقف والطروحات المعروضة عليك دون استجواب وبسرعة البرق في القبول.
3. عندما تعرَضك كلمة "نعم" للمهانة والمذلة والسخرية، عندها لا بد من قول "كلا". لأن الحياة موقفٌ، فإن وضعك هذا الموقف في خانة الإذلال والسخرية، فالأفضل عدم وجوده.
4. عندما تتحولين من صاحبة قرار إلى منقادة لقرارات الآخرين، بحيث توافقينهم الرأي دوماً دون إبداء رأيك أو الإفصاح عن رغباتك. عندها يكون لكلمة "كلا" أهمية كبيرة لإيقاف هذه المهزلة.
5. عندما يصبح القبول إستنزافاً لمشاعرك وقدراتك، وعندما تتحولين أداةً بأيدي الآخرين لتحقيق رغباتهم ومشاريعهم بدلاً من القيام بما تحبين وتطمحين لتحقيقه، عندها تصبح الحاجة لكلمة "كلا" ملحةً جداً.
6. عندما تعرَضك كلمة "نعم" للأذية، من الأفضل أن تتخذي موقفاً حاسماً وتمنعي هذا الضرر عنك بقول كلمة "كلا". 
والأهم من هذا كله، كيف نقول كلمة "كلا" وكيف نوصلها للآخرين بلباقة وحزم عند الضرورة، كي لا يُقال عنا أننا أنانيون ورافضون لآراء الأخرين. إن الإستجابة الصحيحة لأي موقف هي برأيي الأفضل لنا وللآخرين، حتى ولو كانت مختصرةً بكلمة "كلا".