المنحة بعد المحنة

تثاقلت عليك المحن والهموم، وبت لا تستطيعين الإحتمال، تعبت روحك وجسدك وعقلك من كل من حولك، تجهدين نفسك في محاولة لتحسين الأمور ولم تجدي محاولاتك شيئا.. هل يئست أم أنه ما زال هناك صوت ينبض داخلك، ويهمس في أذنك قائلا أن "الأحسن قادم بإذن الله". 
 
غاليتي مهما كان عندك من هموم، ومهما عانيت من الحياة، إعلمي أن هناك دائما ضوء ساطع يشع في حياتك يمدك بالصبر، والأمل، قد يكون هذا الضوء شخص عزيز عليك يحبك، ويقدرك، ويحترمك، ويدفعك دوما للأمام، أو شخص ترين في عيونه الحياة مضيئة بالتفاؤل، فيعكس عليك ضيائه المزين بالأمل وقوة العزيمة والإصرار، أي كان هذا الشخص، فاقتربي منه أكثر، ولا تنشغلين بحماقات البشر، فهم الأدنى مهما حاولوا الإرتفاع، ولا تقيمي لهم وزنا واعلمي أن الله معك دوما، مادام يملأ الخير قلبك، وما دمت لا تحقدين على أحدا، ولا تسعين لإيذاء أحد، فالله خير معوض لك.. فاصبري فقط ففي الصبر فوائد عديدة كتقويم النفس، وتقوية إرادتها، والفوز بجزاء تركه سبحانه وتعالى بغير حساب وبغير حدود مكافأة لمن يصبر ويحتسب، ويتحدى الصعاب محسنا الظن بالله، إستناد إلى قوله تعالى (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) .. صدق الله العظيم.
 
إذا فلا تحزني، ولا تيأسي، وأصبري واحتسبي ما يحدث لك، وما يقابلك من محن عند الحي القيوم المطلع علينا جميعا، فهو العالم سبحانه بما تخفي الصدور، فابتسمي للحياة وتأكدي بأن المنحة تعقب المحنة، وأن عوض الله لك لقريب جدا فلا تتعجليه.