أيقظي قوتك الداخلية لمواجهة مصاعب الحياة

كلنا نمر بلحظات عصيبة ومواقف لا نُحسد عليهاقد تعكر من صفو نفسيتنا وتجعلنا منكمشين على ذاتنا لفترة من الوقت. لكن بإستطاعتك عزيزتي إما إطالة مدة هذه الفترة عبر البقاء أسيرة لهذه الحالة السلبية فيبقى مزاجك معكراً ومتوتراً أو يمكنك بكل بساطة إغلاق هذا المنفذ السلبي بطاقة إيجابية مغمسة بالتفاؤل والإيمان واللذين يبعثان الفرح والحيوية والنشاط داخل أعماقك لتجتازي ما يسمى بـ"منغصات الحياة" بدون أي تداعيات على حياتك. 
 
الخطوة الأولى تبدأ بأن تتخذي خطوة التحدي وإقناع نفسك بأن لا شيء يستحق سلبكلحظات ثمينة تمضي منعمرك لكي تُنغصي بها على نفسك ومحيطك في آن معاً،فهناك الكثير من الأمور الجميلة التي تستحق ألا تفوتيها بهذا الوقت الضائع. لذا، ضعي في فكرك قصة الملك الذي طلب من وزيره الحكيم أن ينقش له على خاتمه جملة "إذا قرأها وهو حزين فرح، وإذا قرأها وهو سعيد حزن"، فإختار الوزير جملة "هذا الوقت سوف يمضي"!، وهكذا لحظاتك العصيبة سوف تمضي وتتلاشى سريعاً جداً إن استبدلتها بفكرة دوام الحال من المحال.
 
واعلمي أن الخطوة الثانية تتمثل بقوة إيمانك لاجتياز حالتك وامتثالك للآية القرآنية الكريمة "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"، فقد يكون هذا الموقف الذي مررت به تجربة صغيرة تكشف وتضيء لك بعض الأمور التي كنت تجهلينها سابقاً، أو أنها درسٌ مهمٌ قد تستقين منه العبرة في مشوار حياتك القادم.
 
وبعد أن اقتنعت بالفكرتين السابقتين، أفرغي ما يدور برأسك لشخص مقرّب منك حيث يعمل ذلك على تحرير مزاجك من الشحنات السلبية، ثم خذي وقتاً كافياً للإسترخاء في المنزل أو بين أحضان الطبيعة الخلابة على وقع موسيقى هادئة وذلك لتشحني أفكارك بطاقة إيجابية. بعدها إشغلي نفسك بنشاطات تمدك بالبهجة والحيوية،كأن تمارسي هوايتك المفضلة بالقراءة أو الرياضة أو مشاهدة فيلم مضحك أو حتى مجالسة أطفال تحبينهم...أو أي نشاط يُشعرك بالراحة، واعلمي أن الله يُدبر الأمور لخيرك ولحكمة تجهلينها.
 
فهل "ستضعين"الحزن في الجُرن" وتمشين به لتشتتي لحظات ثمينة من عمرك هدراً؟ أم أنك ستكسرين الجُرن بما فيه وتقفزي بكل قوتك الداخلية على مصاعب الحياة لأن ما ينتظرك أجمل؟