متى ما أصبح التغيير ضرورياً

هي: جمانة الصباغ
 
لا يكون الكون متناسقاً ما لم يحدث فيه التغيير كل يوم. فالنهار ينقلب ليلاً والضوء يترك المكان للظلام وهكذا نرى ونلمس التغير في كل شيء حولنا.
 
حتى البشر، هم في حال تغير دائم ومستمر، منذ الولادة حتى اليوم الأخير. يخضعون للتغير في الجسد والفكر، حتى أرواحهم تلامسها رياح التغيير بين الفينة والأخرى، مما يجعل من عملية التغير شيئاً سليماً يمر به الجميع بسلاسة.
 
لكن إن استمر البعض في حال واحدة دون تغير ولوقت طويل، هنا يحصل الخلل ويبدأ الملل والكآبة بالتسلل إلى أنفسنا شيئاً فشيئاً.
 
ليس خاطئاً أن يكون لدينا نظامٌ نمشي عليه ونتبَعه لتحسين ظروفنا ومساعدتنا على تحقيق أمورنا بيسر، لكن بعض التغيير من وقت لآخر ليس بضار. بل على العكس يساعد في تحسين النظام الذي اتخذناه وتقويته مع مرور الزمن.
 
والتغيير ظاهرةٌ ليست بغريبة عن الإنسان، فهو راغبٌ دوماً بالإستكشاف والتعلم واختبار أمور جديدة في رحلة حياته، وهذا ما يخضعه للتغير دوماً. من تغيير مكان الإقامة، إلى تغيير المظهر الخارجي أو العمل أو المعارف، كلها تغيراتٌ حاصلةٌ لمعظمنا لا محالة. بعضها يحدث بدون إرادتنا، والبعض الآخر يكون بقرار شخصي، وفي كلتا الحاتين يحمل التغيير معان ومجالات جديدة للمرء. ومن هذه المعاني والمجالات، نكتسب الخبرة والمعرفة والقدرة على التكيف واتخاذ القرارات وبناء حياة سليمة لنا ولأولادنا.
 
وللمرأة حصةٌ من التغيير، تلمسها في حياتها العملية والشخصية كثيراً، فتتحول من مجرد أنثى إلى إنسانة واعية ومثقفة وقادرة على إحداث أثر بمن حولها. إمرأةٌ تحوَل المعرفة إلى تجربة، والتجربة إلى فعل ملموس وناجح، في رحلة من المتغيرات الذاتية والحياتية المتنوعة.
 
لذا لا تتوقفي عزيزتي عن التغير متى ما دعت الحاجة لذلك، ففي اختبار التغيير إختبارٌ لقدراتك الشخصية واكتسابٌ لخبرات ومعرفة ووعي ومهارة في إتقان الأشياء التي تقومين بها. وليكن التغير حافزاً لك للنجاح ولتحسين الذات والإبتعاد عن الملل والرتابة اللتين تغرقان الجسد والروح في حال من عدم الإنسجام وعدم الإنتاجية. لكن حاذري أن تجرفك التغييرات عن روحلك الأصلية ونفسك التي خُلقت بها، لأن التغيير مغر ويمكن أن يذهب بنا في اتجاهات غير سليمة في حال لم نكن واعين ومدركين لما نريده من هذا التغيير.
 
وكما أن محيطك محتاجٌ لك، كذلك تحتاج نفسك إليك وإلى قوتك وصلابتك حاضرتين وجاهزتين دوماً. فلا تدعي أي شيء أو أحد يمنعانك من أن تكوني عنصراً فاعلاً ومفيداً، وأن تكون المتغيرات في صفك نحو حياة أفضل وأكثر إنتاجية وتأثيراً.