إرادة النهوض من جديد

نمر جميعاً بأوقات صعبة ومحن ومشاكل خلال مراحل حياتنا، فلا أحد معفيٌ من خوض غمار هذه الحياة بأتراحها قبل أفراحها.
 
وكثيراً ما تجتمع المصائب مرة واحدة، فتكثر الهموم ونشعر بفقدان الحيلة والقدرة على مواجهتها وحلها، وإذا باليأس والأحباط يزحفان إلينا ويسيطران علينا بشكل كبير.
 
فهل نكون أقوى من المصائب مهما عظمت، أم نسمح لها بكسرنا وإضعافنا والنيل منا؟
 
يقول هنري فورد: سواء كنت تعتقد أنك تستطيع وسواء كنت تعتقد أنك لا تستطيع، فأنت على حق.
 
الأمر كله متعلق بإرادة الانسان في النهوض من جديد وفي أن يكون أو لا يكون.
 
عندما تكتب على جدران التفاؤل وتجعل الصبر عنواناً وملاذاً لك، فلن يصعب عليك شيء مهما عظم مصابه. إن القوة تكمن في مواجهة المصيبة وتذليلها بحكمة وصبر، في محاولة لعدم السماح لها بالسيطرة علينا جسدياً ونفسياً. 
 
كثيرٌ من الناس يمرون بظروف صعبة، فتكسرهم ريحها وتنثرهم هباءً في الهواء. وعلى عكسهم، يناضل البعض الآخر لمجابهة أي ظروف قاسية تعصف بهم بالصبر والحكمة والعمل والصلاة. إنها التجربة التي تٌظهر أياً من الإثنين قد تكونين في حال حلت بك المصائب، فهل تنكسرين عند أول ريح عاتية أم تقفين بوجه العاصفة بقوة وشجاعة وتصميم على كسرها؟ 
 
لتكن إرادة النهوض أقوى من كل مصيبة، وتذكري أن سيدنا أيوب صبر على ابتلاء الخالق له سنين طويلة، في الصحة والأولاد، فعوَضه الله عن صبره بفرج كبير. 
 
إن التحلي بالقوة والإرادة لمواجهة المشاكل ليس محاولة لإثبات الذات أو عرض للقوة، بل هو حاجةٌ ملحة لعدم السماح لهذه المشاكل بالسيطرة علينا والأخذ منا مأخذاً كاملاً. وهي ترجمةٌ لإدراكنا القوي والواعي بأن الله يمتحن من يحب من عبيده بالبلاء، ومباركٌ هو من يتخطى هذا الإبتلاء بقوة وصبر وحكمة.
 
لن تتوقف الحياة عن تعريضنا أصعب وأقسى صورها البشعة من مصائب ومحن، فلنكن متحضرين دوماً للنهوض من جديد كلما وقعنا وللتخلص من هذه المحن كلما عصفت بنا. ولتكن السنة الجديدة فرصتك الجديدة للتغلب على كل مصاعبك الماضية والمضي قدماً في حياتك بمختلف تشعباتها.