أمسكي بيد من تحبين في الشدَة

الحياة تعدنا كل يوم بتجربة جديدة، ليس كلها حلواً كما نحب، بل أن كثيراً من تجارب الحياة يكون قاسياً ومؤلماً لحد كبير. 
 
تخضعنا مثل هذه التجارب لعواصفها واهتزازاتها، فنتأرجح بين اليأس والغضب والقلق والتوتر، لحين انقضاء العاصفة وعودة الهدوء إلى حياتنا. وكم من تجارب كانت نهاياتها مؤلمة وجارحة تركت فينا أبلغ الأثر والضرر في أغلب الأحيان. ولا نجد خلاصاً من تجاوز محن هذه الآثار إلا بالمواساة والدعم والمؤازرة التي نلمسها عند المقربين منا.
 
لا أحدٌ معصومٌ عن المرور بهكذا تجارب، كباراً كنا أم صغاراً، أقوياء أو ضعفاء، كلنا مررنا وقد نمر بتجارب مماثلة على مر الوقت في أعمارنا. وهنا يبرز سؤالٌ لك سيدتي، كيف تساعدين أحبتك في تجاوز محنهم؟
 
إنها بلا شك أكبر وأعظم مساندة سيجدها شريك حياتك أو أفراد عائلتك أو أصدقاءك أو المقربون منك، فأنت قد جُبلت بالعاطفة والمحبة الحرص على من تحبين. ولا أجمل ولا أروع من أن يجدوك معهم وبجانبهم للمساعدة والمؤازرة.
 
قد يكون زوجك مكتئباً بسبب ضغوط العمل أو موت أحد والديه، وقد تكون إبنتك حزينة بسبب رسوبها في المدرسة، وقد تكون أختك التي تمرَ بأزمة زواج فاشل، أو صديقتك التي فقدت عملها فجأةً، كل هؤلاء لن يجدوا أفضل منك لمساندتهم في محنهم.
 
لذا أمسكي بيد من تحبين في الشدَة، كوني معهم قلباً وعقلاً وتصرفاً، إمنحيهم حبك وتعاطفك وقوتك ما أمكن فهي بالتأكيد سيكون لها أبلغ الأثر فيهم وستساعدهم بالتأكيد على تجاوز ما يمرون به من محن.
 
إن القلب المتعاطف والعقل المساند والنية الطيبة في انتشال من نحب من محنهم، هي أفضل ما نقدم لهم على الإطلاق. لذا لا تتهاوني في أن تكوني حاضرةً ومساندةً لمن يحتاجك، وعبَري لهم عن إحساسك بهم وتأكدك من قدرتهم على تجاوز الصعاب، هذه المحفزَات ستكون أساساً لهم لنفض أحزانهم والتقدم في الحياة بثقة وروح كبيرتين.
 
قد يشَكل هذا الدعم عبئاً علينا، لكننا في النهاية سنحس بسعادة كبيرة عندما نرى أحبتنا وقد عادت الفرحة إلى قلوبهم وعيونهم بعد تجاوزهم لتجاربهم المريرة. إنه الثمن الذي ندفعه، ليس مرغمين بل بحب وود، لأقرب الناس إلينا، لأننا نستشعر سعادتنا في سعادتهم.