أمل القبيسي... قصة نجاح باصالة التراث وفخر المستقبل

  أبوظبي – فاتن أمان هي الدكتورة أمل عبدالله جمعة كرم القبيسي، أول إماراتية تصل لقبة المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات تشريعية، كما وأنها الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع. سيرة الذاتية أمل القبيسي عضو حالي في المجلس الوطني الاتحادي ومهندسة معمارية لها اهتمام شخصي بالحفاظ على المواقع المعمارية التراثية في دولة الامارات العربية المتحدة، وقد كانت عضو تدريس في كلية الهندسة بجامعة الإمارات قبل شغل منصبها الحالي، وهي شخصية معروفة في أوساط الهندسة المعمارية والحفاظ على التراث والمواقع التاريخية. تمكنت خلال خمسة عشر عاماً من توثيق أكثر من 350 موقع تاريخي، ونتيجةً لأعمالها فقد كانت مسؤولة عن حماية العديد من المواقع التراثية التي قد تواجه خطر الإهمال أو كانت على وشك الترميم بطريقة تضر بالبنية والشكل التراثي للمواقع، وذلك بعرض هذه المواقع على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) العالمية، حيث أصبحت مواقع تاريخية مثل قلعة الجاهلي والمويجعي والحصن ضمن المناطق الخاضعة لحماية القانون الدولي. والدكتورة أمل عضو في عدة منظمات عالمية مثل مركز التراث العالمي WHC والمجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية ICOMOS والمركز العالمي لدراسة الحفاظ على المباني الثقافية وترميمها ICROM. وتعمل حالياً على جمع توثيقاتها ضمن موسوعة تعد الأولى من نوعها للمواقع التاريخية في الدولة. نشاط سياسي سجلت أمل القبيسي في 16 ديسمبر عام 2006 أول فوز نسائي في الانتخابات المحلية التي كانت أيضا تجرى للمرة الأولى في الإمارات. وقد احتلت بذلك المرتبة الثالثة بين الفائزين الأربعة، ما يشير إلى تحقيق إنجاز تاريخي للمرأة الإماراتية داخل المجتمع الذي يحترم كفاءتها وعطاءها. وقد صرحت أمل القبيسي في أول يوم لها داخل البرلمان: "إن التفاؤل يسود كل المواطنين على مستوى دولة الإمارات"، مشيرة إلى أن الكل يتطلعون إلى أن تكون المرحلة المقبلة مبشرة وإيجابية. وقد كانت حينها أمل القبيسي العضو الوحيد المنتخب مع 8 أخريات في ذلك الدور التشريعي، وقد كان ذلك يعد إضافة حقيقية للحياة السياسية داخل المجتمع الإماراتي. فقد مثلت المرأة داخل البرلمان نسبة 22.5% ما وضع الإمارات في المركز الثاني على مستوى العالم من حيث تمثيل المرأة بعد ألمانيا. سابقة برلمانية كانت أول إماراتية تترأس جلسة المجلس الوطني السادسة التي انعقدت في يناير 2012، اعتبر حينها هذا الحدث سابقة برلمانية عكست مكانة المرأة داخل المجتمع، وما تتمتع به من تشجيع ودعم في الإمارات العربية المتحدة. وتقول أمل القبيسي عن ترؤسها للمجلس الوطني: "إنها لحظة هامة للمرأة الإماراتية، وتعكس مدى نجاحها ومشاركتها الفاعلة في صناعة القرار، في إطار حرص الحكومة الإماراتية على تمكين المرأة، حيث ضمّن الدستور حقوقها في العمل والضمان الاجتماعي، والتملك وإدارة الأعمال والأموال، والتمتع بكل خدمات التعليم بجميع مراحله، والرعاية الصحية والاجتماعية". وقد عينت فيما بعد النائب الأول لرئيس المجلس الوطني، ما أتاح لها الفرصة بترؤس جلسة المجلس الوطني السادسة المنعقدة في يناير 2012. وهي سابقة برلمانية تعكس نجاح المرأة الإماراتية من خلال مشاركتها في صنع القرار. جوائز والتكريمات حصلت أمل القبيسي في عام 2007 على جائزة الشرق الأوسط للتميز للقيادات النسائية كأهم شخصية نسائية ذات إنجاز سياسي قيادي. كما حصلت أيضا على جائزة راشد للتفوق العلمي عام 2000، وقد تم تكريمها في الكويت من خلال احتفالية المرأة العربية، وأيضا من خلال جامعة الدول العربية.